سياسة واقتصاد

مؤتمر المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ينطلق بمراكش

كفى بريس: (وم ع)

إنطلقت بمراكش الأربعاء، أشغال المؤتمر الدولي الثالث عشر للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان. الكلمة الإفتتاحية ألقتها رئيسة التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الانسان، بياتي رودولف، التي اكدت أنه أمام تضييق الفضاء المدني وتزايد الاعتداءات على المدافعين عن حقوق الإنسان، أضحت المؤسسات الوطنية ذات الصلة بالموضوع مدعوة إلى أن تكون أكثر قوة للدفاع عن هذه الحقوق.

وقالت رودولف في كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي الثالث عشر للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، إن حقوق الإنسان تواجه ضغوطا متزايدة في كل مكان من العالم، في حين يتعرض المدافعون عن حقوق الانسان للهجوم، بالموازاة مع تضييق الفضاء المدني.

واستطردت قائلة، "إننا شهود عيان على تنامي الخطابات السلطوية والمناهضة للحرية وحقوق الإنسان، والتي تحولت إلى هجوم واعتداء على الفضاء المدني وعلى المدافعين عن حقوق الانسان"، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة المقلقة تتمظهر في عدة تجليات.

وأبرزت رودولف، في هذا السياق، أن "النساء المدافعات عن حقوق الإنسان يتعرضن لاعتداء مزدوج، حيث يكن عرضة للضغط بسبب دفاعهن عن حقوق الانسان، وضحايا في الآن ذاته لا لشيء سوى لكونهن تجرأن على التعبير علنا وتحدي الأعراف الراسخة في المجتمع".

وأكدت أنه من بين أولويات التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الانسان، في إطار شراكة ثلاثية الأطراف مع المندوبية السامية لحقوق الانسان وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، تعزيز عمل المؤسسات الوطنية لحقوق الانسان من خلال المساهمة في توسيع الفضاء المدني وحماية المدافعين عن حقوق الانسان.

وبخصوص موضوع هذا الملتقى الدولي، اعتبرت رودولف أنه من الأهمية بمكان دراسة الدور المزدوج للمؤسسات الوطنية لحقوق الانسان، بخصوص تقلص الفضاء المدني وحماية المدافعين عن حقوق الانسان، مضيفة أن هذه المؤسسات مطالبة بحماية الفضاء المدني ومراقبة ممارسة حقوق الانسان المرتبطة باستعمال هذا الفضاء.

وركزت باقي التدخلات على التأكيد على أن هذا الملتقى يروم تعزيز الآليات الكفيلة بالرقي بحقوق الانسان في السنوات المقبلة، وتحقيق تقدم مهم في هذا الميدان، مشيرين إلى أن حماية حقوق الانسان بشكل مستدام، تقتضي توسيع المجالات المرتبطة بحرية التعبير والتنظيم والاحتجاح وتقاسم المعلومات لدى منظمات المجتمع المدني والجماعات والأفراد والإعلام.

وأبرزوا أن الفضاءات المدنية، التي تمكن من الاستفادة من حقوق الانسان، أصبحت تتقلص أكثر فأكثر في العالم بأسره، في الوقت الذي مكنت فيه التكنولوجيا الحديثة من خلق فضاءات للأشخاص من أجل الالتقاء

وبعد أن أشاروا إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها ثلة من النساء المدافعات عن حقوق الانسان، أوضح المتدخلون أن توسيع مجال حقوق الانسان من شأنه العمل على القضاء على التمييز والعنف، مشددين على ضرورة التحسيس بهذه الحقوق وحمايتها بالمؤسسات التعليمية ومقرات العمل و الفضاءات العمومية.

ويتناول هذا المؤتمر، المنظم على مدى ثلاثة أيام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، موضوع "توسيع الفضاء المدني وتعزيز المدافعين عن حقوق الإنسان وحمايتهم ، مع التركيز على المرأة.. دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان" .

ويشكل هذا المؤتمر المنظم بتعاون بين المجلس الوطني لحقوق الإنسان والتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، فضاء للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان لاستكشاف الأدوار التي يمكن أن تلعبها هذه المؤسسات في توسيع الفضاء المدني وحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، مع التركيز بشكل خاص على المرأة.

وتهدف مؤتمرات التحالف العالمي إلى تطوير وتعزيز التعاون بين المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ، وتوفير منتدى يشجع على تبادل الأفكار المبدعة والتجارب مع المؤسسات الوطنية والتحديد الجماعي لما يشكل ممارسة فضلى وما يعنيه تطبيق مبادئ باريس على أرض الواقع ، ومناقشة بنود جدول الأعمال وضمان متابعتها على المستوى الوطني.