سياسة واقتصاد

الملك محمد السادس حضور ابوي في كل الفواجع

عبد العزيز المنيعي

كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، عندما إنقلبت عربات قطار سريع قادم من الدار البيضاء ومتوجه إلى القنيطرة، منطقة بوقنادل السلاوية كانت مسرحا لهذه الفاجعة الوطنية الاليمة.

قبيل منتصف النهار، صدر بلاغ للديوان الملكي، يعلن تكفل الملك محمد السادس بمراسيم دفن الضحايا، كما وجه جلالته بعلاج المصابين في المستشفى العسكري بالرباط.

بين الحادثة وبلاغ الديوان الملكي مسافة زمنية سريعة، بسرعة رد فعل الأب الذي يحنو على ابنائه. تلك السرعة التي تتدارك سقطة الطفل على الأرض. تتلقفه برقة وحنو وبقوة أيضا.

الحضور الملكي في مثل هذه اللحظات المؤلمة، يجعل من السند بلسما لجراح تشفى، وهو ما يؤكده الملك محمد السادس، في كل سكناته وحركاته، في كل خطبه. الشعب اولا واخيرا، المساندة قبل كل شيء، الدعم المادي و المعنوي لكل طبقات الشعب المغربي. الوقوف في المحن لحظة بلحظة.

حادثة القطار نموذج حي على الإنتباه الكامل ليوميات المغاربة، ومشاركتهم آلامهم كما أفراحهم، تلك المشاركة التي لا تقف عند عتبات الواجب فقط، بل تتجاوزها إلى رحابة الإحساس المتبادل الذي يمر مثل تيار محبة بين ملك وشعبه. فكلاهما ينظر إلى الاخر من زاوية التقدير. وكل ما يمكن أن يفضي إليه هذا الإحساس المتبادل هو مثل هذا الحضور في مثل هذه اللحظات المؤلمة.

الحادث المميت، أفضى إلى وفيات وجروح متفاوتة الخطور، وتدخل الملك محمد السادس أفضى إلى الحضور الأبوي لملك دائم الإهتمام بشعبه..