قضايا

الساعة لله أسي العثماني ... صلاة الفجر لا تعني الإيمان و توحيد التوقيت مع أوروبا لا يصنع التقدم

إدريس شكري

"الساعة لله"، هو ما يردده المغاربة، بعد أن علموا أن الحكومة قررت الإبقاء على ساعة إضافية، سيتجبر الأطفال الصغار على التوجه إلى المدارس في جنح الظلام.

و رغم أن الأطفال هم جيل المستقبل، فإن رئيس الحكومة و وزيره في الوظيفة العمومية لم يكترثا للفزع الذي يسببه قطع الصغار للكيلومترات في طرق غير معبدة، تفتقر إلى الإنارة، وتملأها الحفر، وتحفها الكلاب الضالة من كل جانب. وسيكون على الأباء، الذين لا يتوفرون على سيارة وسائق، كأعضاء الحكومة وموظفيها الكبار، الذين يلوذون بالصمت على الزيادة في أسعار المحروقات والخضر والفواكه والدفاتر المدرسية، أن يرافقوا بناتهم وأبناءهم، إلى المدرسة كل صباح، ليس في البوادي بل في المدن أيضا، لأن لا أحد يأمن ما يمكن أن يتعرض له فلذة كبده في الليل.

لقد سبق للمغرب أن جرب في مستهل ثمانينات القرن الماضي، تجربة الإبقاء على ساعة إضافية، لكن التجربة أكدت فشلها، وسيكون على الذين يدعون اقتصاد الكهرباء، ساعة في اليوم، أن يتحملوا عبء الزيادة في استهلاكه ساعتين إضافتين على الأقل، و أن يحتاطوا من دعوات الأمهات والأباء الذين سيرفعون أكف الضراعة إلى العلي القدير مع صلاة كل فجر طالبين من الله القصاص من حكومة لا تهمها راحة المواطنين وسكينتهم بقدر ما يهمها  الحرص أن توحد البلاد توقيتها مع أوربا.

ولو كانت الحكومة حريصة على تنمية البلاد بالفعل، لوحدت التوقيت مع الدول الناشئة اقتصاديا لا مع قارة عجوز  انسحبت من اتحادها بريطانيا، التي تحترم توقيت غرينتش، لأن زيادة ساعة لا تقدم الاقتصاد أو تأخره، كما أن " اللباس لا يصنع الراهب"، و أن الحرص على صلاة الفجر لا يعني الإيمان.