تحليل

التأطير الحزبي والتأهيل السياسي

وفاء الزمراني

العمل الحزبي مظهر أساسي من مظاهر ممارسة الحقوق والحريات العامة، كما أن الأحزاب السياسية تشكل العمود الفقري للبناء الديمقراطي. والتأطير السياسي والحزبي هو المحور الأساسي للهيئات السياسية على اعتبار أن التأطير السياسي هو الضامن لاستمرارية الحركية للفعل السياسي و الاجتماعي

لا أحد يمكن أن ينكر ما قامت به أحزابنا السياسية وخاصة منها التاريخية من دور فعال في المجالات المتعلقة بتأطير المواطنين إذ ساهمت بشكل كبير في تأطير المواطنين قبل الاستقلال وبعده

لكن للأسف ابتعاد الأحزاب عن دورها الأساسي والمحوري ألا وهو التأطير والتكوين الذي يخول للمناضل الملتزم الحامل لقيم حزبه الدفاع عن مشروع الحزب الذي يؤمن به وبالتالي توسيع القاعدة البشرية للحزب من خلال الاستقطاب، أدت إلى العزوف السياسي و تبخيسه وابتعدت كل البعد عن هدفها الأساسي في توعية المواطن

ولكي تعود الأحزاب لقوتها التنظيمية وقوة مؤسساتها دأب حزب الاستقلال طبقا للفصل 7 من الدستور، وكما جاء في البرنامج التعاقدي، للدكتور نزار بركة، الباب الخامس "التزامات و تدابير:

الفرع الخاص بالتكوين والتكوين المستمر الحزبي والسياسي"، في إحداث أكاديمية حزب الاستقلال للتكوين والتأطير الحزبي و السياسي.

وكما جاء في مشروع الأستاذة سعيدة آيت بوعلي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال المكلفة بالتكوين والتأطير فإن هذه الأكاديمية ماهي إلا استمرار لإحدى المهام الأساسية التي نذر الحزب نفسه للقيام بها والارتقاء النوعي و الكيفي بعملية التكوين والتأطير الحزبي والسياسي إلى مستوى مؤسسة قائمة الذات لها هيكلها الخاص و نظامها الداخلي ومهام واضحة وبرنامج سنوي يحدد مواضيع التكوين وآلياته والفئات المستهدفة

لنجاح هذا المشروع ركزت الأخت سعيدة آيت بوعلي على الاستمرارية بشكل تصاعدي يرتقي من مجرد تملك المعرفة والمهارات إلى القدرة على تصريفها على مستوى الخطاب والممارسة. كما ركزت على أن ترطبت عملية التكوين بالتحفيز وضمان الارتقاء في مناصب المسؤولية واشراك الكفاءات التي تم تكوينها في صناعة القرارات الحزبية.

وبالتالي يمكن اعتبار التكوين والتكوين المستمر شرطا للارتقاء والاستحقاق الحزبيين والتدرج في المسؤوليات التنظيمية وكذا الاستحقاقات الانتخابية.

نجاح هذا المشروع يكتمل باستهدافه تكوين مناضلي الحزب وقياداته وأطره والعاملين في مؤسساته وتنظيماته الوطنية والجهوية وكذلك المنخرطين في الحزب والمتعاطفين والمنتخبين والجالية المغربية وكل من النساء واليافعين والمجتمع المدني.

هذا التكوين سيساهم بلا شك في تمكين المناضل والمهتم بأن يتصدى للإكراهات التي يواجهها في استقطاب الشباب على الخصوص ولمواجهة الصورة النمطية التي اعتادها المواطن المغربي عن الأحزاب وحتى يتسنى للأطر الحزبية إصلاح الهياكل الحزبية لتفادي البرود السياسي والحد من تمييع الحياة السياسية وإفساد العمليات الانتخابية وعرقلة المسار الديمقراطي

*صحفية وفاعلة سياسية