"قرد" المذكرات و الأرباح... في الحاجة إلى تغيير السجلماسي وطاقمه لمنح نفس جديد للفلاح

المصطفى كنيت

الأكيد أن طارق السجلماسي، و المدراء المركزين سواء الذين حلوا بالمؤسسة قبله، أو الذين استقدمهم ليشدوا عضده ، فشلوا جميعا في إعطاء البنك الأبعاد الاستراتيجية التي رسمها ملك البلاد، والتكتيك الذي وضعه مخطط المغرب الأخضر لإخراج الفلاحة المغربية من طابعها التقليدي الصرف إلى طابع عصري يراهن على جعلها قاطرة للتنمية الاقتصادية في العالم القروي، و ضامنا للأمن الغذائي الوطني، لأن السجلماسي والذين من حوله يفتقرون إلى رؤية تمتح من صلب التعليمات والمبادرات الملكية إزاء القطاع.

لقد تعامل "القرد" دائما مع الزبون ليس باعتباره منتجا مع ما يحمله القيام بهذا الدور الوطني من أخطار، بل كمصدر للفوائد والغرامات والذعائر  التي تضمن له دفع أجور مستخدميه وتعويضاتهم وتشييد المقرات وكراءها، وصرف تعويضات ضخمة لكباره، الذين أنجزوا مهمة تخليص المؤسسة من أكثر أطره ومستخدميه كفاءة  في إطار ما يسمى المغادرة الطوعية رغم أن العملية تمت كرها، وتعويضهم بالكثير من الأشباح، الذي يستفيدون من الأجور والتعويضات على حساب عرق جبين الفلاحين.

في الثاني من الشهر الجاري أصدر الرئيس المدير العام طارق السجلماسي مذكرة  يدعو فيها إلى تسريع تمويل الموسم الفلاحي، بعد أن بدت تباشير موسم فلاحي جيد، وهو ما يعني أن "القرد" كانت يده مغلولة إلى جيبه ينتظر ما تجود به السماء من غيث ليفرج على "القرود" بعد أن تفتقت عبقريته على منح الفلاحين "قرد" الزريعة، مع أداء الفوائد فقط كل السنة واحتفاظ الفلاح بأصل الدين، لتمويل الموسم القادم، لينهي كل وجع الدماغ، من دون تقدير للمخاطر التي يتعرض لها الفلاح، في الحالة الجفاف أو انهيار الأسعار كما حصل هذا العام.

الأكيد أن اذ البقاء في موقع المسؤولية لأزيد من عقد ونصف من الزمن يضخم "الأنا" وينمي لدى الشخص الإحساس بأنه "مهم"، فيظل يدير مؤسسة بما ترسخ لديه من معرفة منذ 15 عام، في عالم يتطور كل يوم.

إن الاستراتيجية التي كلف الملك محمد السادس وزير الفلاحة بإعدادها تقتضي البحث عن كفاءات جديدة قادرة على استيعاب التحولات العميقة التي تطمح الرؤية الملكية من خلالها خلخلة القطاع الفلاحي، وهو ما يحتاج إلى القدرة على الخلق والإبداع، وهي مهمة يبدو أن طارق السجلماسي وطاقمه غير قادرين على الانخراط فيها لأنهم أسرى رؤية تقليدية لتمويل الفلاح.