فن وإعلام

ممثلون محترفون عاطلون ومخرجون يطلبون ود المطربين... عجائب الفن في المغرب..(صورة)

عبد العزيز المنيعي

أمام افواج الممثلين العاطلين عن العمل، دون أن يستدعيهم أي مخرج يدعم بأموال عامة، إلى عمل درامي أو سينمائي، اللهم بعض المسرحيات العابرة هنا وهناك والتي لا يسمن تعويضها من جوع.

أمام هذه الكم الكبير من الممثلين العاطلين عن العمل، هناك مخرجين يفضلون الإعتماد على "ممثلين" من خارج أهل المهنة، اخرها الاخبار المتداولة، حول تعاقد مخرج مع سلمى رشيد من اجل بطولة فيلم أو مسلسل أو سيتكوم، لا احد يعرف طبيعته، سيعرض في رمضان. الصورة المتداولة لسلمى رشيد تظهر في حالة إنشراح كامل مع المخرج هشام الجباري، ولا معلومات حول ما إن كان هو المخرج المقصود أم غيره.

أول شيء، في هذه المسألة، هو الدليل القاطع على أن برامج رمضان في الموسم المقبل، لن تحيد أبدا عن الرداءة. والدليل هو هذا الإشراك المجاني والعبثي لمطربة في عمل تمثيلي حرم منه أهله. لذل فرداءة رمضان بدأت من هنا، وثانيا تجاهل ممثلين محترفين ليس لهم سوى مهنة التمثيل، لا هم بالموظفين ولا التجار و لا هم بوظائف اخرى. ليس لديهم سوى مهنتهم ومثل هؤلاء المخرجين الذين يدفعونهم إلى المزيد من البطالة كما يدفعون بالمشهد الفني المغربي إلى المزيد من الرداءة.

هذا التجاهل و التهميش جعل عددا من الوجوه الفنية تغيب عن المشهد، والمشاهد يطرح التساؤلات دون أن يعرف أن الممثل الغائب هو في الحقيقة مغيب بفعل مخرج منبهر بمطربة، أو يبحث عن "البوز". لكن المشكلة أن سلمى رشيد لا يمكنها ان تشكل "البوز"، واخر "زلقاتها" الادء الكارثي للنشيد الوطني في العيون.

منصات التواصل الإجتماعية، غصت بالتدوينات التي تستنكر تغييب الممثلين المحترفين، وتعويضهم بالمطربين. في حين ترفع الممثلون عن الخوض في الموضوع ووجهوا شكوتهم لله، مادامت وزارة الثقافة غائبة تماما، وتلفزة العرايشي تعطي الدعم حسم المزاج، والمركز السينمائي يجتهد في "بهدلة" المشهد السينمائي، والنقابات لم تنته بعد من معاركها في ما بينها.

النشطاء الذين إنتقدوا، هذه الموضة العجيبة الغريبة، لم يستسيغوا أن يعتمد مخرج في بطولة عمل درامي أو فيلم سينمائي، على عنصر غير مهني، والمطرب محترف في مجاله، لكنه لا يمثل، وليس لدينا عبد الحليم حافظ، أو فريد الأطرش أو شادية أو صباح، حتى نسند لهم أدوار البطولة في أعمال تحتاج إلى المهنية و "الحرايفية"..