خطر انزلاق اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير

إدريس شكري

بعد أن شرعت الأمطار والثلوج في التساقط منذ شهر أكتوبر الماضي، بكميات كافية، و قبل حتى هذا التاريخ، و جرفت مياه التساقطات الغزيرة ما يلصق بالطرق من بقايا زيوت المحركات و بنزين وكازوال، و لم يعد في الطرقات ما قد يشكل خطرا على السائقين، خاصة خطر الانزلاق، الذي تتعرض له العربات كثيرا ما بداية نزول الغيث، طلعت اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير بإشهار، مؤدى عنه، وزعته على المنابر الإعلامية بمعرفة مديرها العام سي بولعجول، لتحذر المواطنين من الانزلاق، من أجل، فقط صرف الباب الذي رصد لهذه الحملة التحسيسية لا أقل ولا أكثر، و حتى تنتهي السنة المالية، التي توشك على النهاية، وقد استهلكت اللجنة المبلغ المقرر في الميزانية، من باب إنهاك المال العام، و أيضا إرضاء الأصدقاء، الذي لا يترددون في منح ميكروفوناتهم لرئيس اللجنة، وينوهون بعملها في بلد لا تزال حوادث السير تُحصد  آلاف الأرواح سنويا، من دون أن تنجح وصلاتها الإشهارية في التخفيض منها.

الانزلاق الحقيقي، هو صرف المال العام على حملة لم يعد مبررا للقيام بها، وكان من الأفيد ترك هذه المبالغ تسقط في الفائض، أو إنفاقها في غير هذا الباب، عن طريق تحويل صرفها إلى باب آخر، قد يكون أجدى في التحسيس بالأخطار الأخرى المحذقة بمستعملي الطريق، لكن أيادي رئيس اللجنة صممت على تبدير كل هذا المال حصرا لا على أرواح السائقين وإنما على تلميع وجه اللجنة، التي فشلت في النهوض بمهامها.