سياسة واقتصاد

قال لهم أسكتوا ليعزف وحده على نغمة الرميد... العثماني يشكك في إستقلالية القضاء

كفى بريس: (متابعة)

"غير مفهوم قانونيا وحقوقيا وخارج المنطق والسياق"، كل هذه المصطلحات إستعملها سعد الدين العثماني الامين العام لحزب العدالة والتنمية، في وصف قرار قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة فاس، بمتابعة عبد العالي حامي الدين.

ترسانة وصفية وظفها العثماني، ولم يتبق له سوى أن يقول، أن هذا القرار لم يراعي قوة حزب العدالة و التنمية ووزرائه ونوابه ومستشاريه ورؤساء جماعاته وقادته وعثرته وعشيرته.

تصريحات العثماني جاءت خلال الندوة الوطنية الرابعة للحوار الداخلي لحزب العدالة والتنمية بمراكش، السبت، حيث قال أن إعادة فتح ملفات سبق أن بت فيها القضاء بشكل نهائي، يضرب في العمق استقرار الأحكام القضائية، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية يحترم كل المؤسسات واختصاصاتها.

وشدد على أن البيجيدي لا يمكنه أن يدافع عن أعضائه الذين ثبت خرقهم للقانون، قائلا: “الذي خالف القانون لن ندافع عنه”، مؤكدا في مقابل ذلك أن قضية حامي الدين صفحة طويت وصدر بشأنها مقرر تحكيمي لهيئة الإنصاف والمصالحة.

وأوضح العثماني أن البيان الذي أصدرته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بشأن قرار قاضي التحقيق “صدر بالإجماع”، مبرزا أن أعضاء الحزب مجمعون على موقفهم من قضية حامي الدين، وأنه “لا مجال للتشكيك في هذه المسألة”، وفق تعبيره.

طبعا ما يثير السخرية، هو طلب العثماني من مناضلي حزبه الإحجام عن التعليق في هذه القضية، وبعد ذلك يعود هو المايسترو ليعزف على نغمة الرميد التي جاءت بسلم موسيقي نشاز عن مسار سمفونية المغرب المتوازنة مع الحداثة و دولة الحق و القانون.

العثماني في تصريحاته قال أنه لا مجال للتشكيك في إجماع أعضاء الحزب حول هذه القضية، لكنه كرئيس حكومة، لا يتورع عن التشكيك في مؤسسات الدولة، مؤسسات تبني القانون وتحمي المواطنين، وأيت الجيد واحد من هؤلاء المواطنين الذي يجب أن يأخد له القانون حقه.

والأدهى في تصريحات العثماني هي لمحة التهديد، التي أنطوت عليها تصريحاته حين قال بأن الحزب سيعلن عن خطوات جديدة في هذا الاتجاه. لمن يوجه العثماني هذه التهديدات المبطنة، اظنه يقولها للجهات التي "التي تتنبأ بأن هناك اختلافا داخل العدالة والتنمية بخصوص قضية حامي الدين، لا يوجد ذلك سوى في أحلامها ولن يتحقق، مضيفا أن هذه الجهات دأبت على ألا ترى الأمور على ما هي عليه، مبرزا أن البيجيدي سيواصل الدفاع على عبد العلي حامي الدين.".

من هي هذه الجهات، وكيف هو شكلها وما لونها ولماذا تتحامل على حزبه ومند متى... كلها أسئلة تظل إجاباتها معلقة لسبب بسيط وهو لا وجود لهذه الجهات... مثل العفاريت و التماسيح..