قضايا

لقجع بين إتقان أسلوب الكواليس و الافتقار إلى منطق رجال الدولة

إدريس شكري

الآن بعد أن هدأ الضجيج الذي أحدثه فوزي لقجع، و خرج خاوي الوفاض من معركة وهمية أدارها بحنكة، كادت تعصف بعلاقات المغرب مع عدد من الدول الشقيقة، معتمدا، في كل ذلك على أسلوب الكواليس، الذي تلقاه على يد ولي نعمته إلياس العماري، يحق لنا أن نتساءل عن النوازع الذي قادت رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، لركوب هذه المغامرة، و السعى إلى توريط المغرب في تنظيم مسابقة قارية تخلى المغرب عن تنظيمها قبل 3 سنوات بسبب وباء " الإيبولا"

طبعا، لقجع يبحث عن "الشهرة"، ويفكر في العائدات من أموال الإشهار، والتي ستضخ في خزينة الجامعة، ويضع عينه على السوق الرائجة لبيع وشراء اللاعبين، في كأس تتهافت عليه الأندية العالمية، من أجل اقتسام غنيمة لاعبين واعدين بثمن زهيد أو مواهب متميزة تعزز بها صفوفها في البطولات الحارقة.

لقد أعمت هذه "الأرباح" الصغيرة جدا عيون لقجع، فلم يعد يرى إلا مصالحه، هو الذي لا يزال يستولي على فيلا في تمارة في ملك الدولة، و يهيئ كل الأسباب، بحكم موقعه، كي تفوتها له الأملاك المخزنية، بثمن لا يرقى إلى الأسعار المعمول بها في سوق العقار الملتهب.

لقد أخذت  فوزي لقجع، كما جاء في القرآن الكريم "العزة بالإثم" بعد أن ترقى الدراجات، و شغل المواقع، لا عن كفاءة مشهود بها، بل بعد أن شقت له "عصا" إلياس العماري، الطريق إلى منصب مدير الميزانية بوزارة الاقتصاد والمالية بالرغم من أنه مهندس فلاحي، و عبدت له كل المسالك الوعرة لرئاسة جامعة كرة القدم، رغم أن رصيده الرياضي  ضئيل جدا مقارنة بأقارنه، من رؤساء الفرق الذي أداروا أنديتهم العتيدة بجدارة وتجرد من دون أن يكون بإمكانهم الوصول إلى هذا المنصب، فبالأحرى الوصول إلى تحمل المسؤولية في قلب الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم.

لكن ـ مع كامل الأسف ـ "ابتسم " الحظ للقجع، و في سياقات معينة، جعلته يفقد الزمام على طموحه الشخصي، و لا يقيم حسابا لمصالح الوطن الاستراتيجية، فبدأ يحسب لنفسه ولو على حساب علاقات المملكة.

لقد تدخل وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي في الوقت المناسب لمحو ما قد ينتج عن "سوء النية"، الذي مارسه لقجع إزاء الكاميرون، و ما ترتب عن ذلك من إساءة لباقي الأشقاء الأفارقة، فجند لقجع "إذاعاته" و مواقعه و جرائده التي يصحبها معه في الطائرة، تماما كما فعل مع الصحافيتين ضحيتي توفيق بوعشرين، وداد ملحاف و خلود الجابري، اللتين ظهرا في نفس الطائرة التي ركب فيها المنتخب المغربي العائد من الكوت ديفوار، بعد انتصاره في مباراة حاسمة ضمنت تأهله إلى المونديال، من دون أن يقدم لقجع أي تفسير لوجودهما في الطائرة إلى اليوم، من أجل التمرد على قرار سيادي، قبل أن يستسلم بعد انتهاء آجال وضع الترشيحات لتعويض الكاميرون.

لقجع يبدو اليوم رجلا غير مناسب للموقع الذي يشغله، لأنه كشف عن افتقار إلى النضج الكافي للاشتغال وفق منطق رجال الدولة، الذين يجيدون شق الأدغال الإفريقية.