قضايا

"لمدينة لي ماشي مدينتي نعري فيها ترمتي"

المصطفى كنيت

لم يعد "الحجاب" مهما في أجندة حزب العدالة والتنمية، بعد أن حارب الخطة الوطنية لإدماج المرأة بالفولارات، في مسيرة الدار البيضاء الشهيرة، لمجرد أن أمينة ماء العينين، خلعت منديلها، بكل جرأة، وأطلقت شعرها للريح أمام ملهى ليلي شهير، وعرت ساقيها، في ساحة عمومية، وأشياء أخرى قد تفضحها الصور القادمة، ولن تنفعها وقتئذ صرخة بنكيران البليدة "لي مزوجك إ طلقك".

و حتى لو كان الحجاب غير مهم، في الخارج عملا بالمثل المغربي القائل:" لمدينة لي ماشي مدينتي نعري فيها ترمتي" ( مع كامل الاحترام للقراء)، فإن ازواجية الخطاب هي الخطيرة، ألم يعنف بنكيران نفسه المصورة الصحفية أمينة خباب، و أنا شاهد على الواقعة، لمجرد أنها كانت تكشف عن ذراعيها، في لحظة عمل، وليس في لحظة عشق لرجل من حركة "مالي" المدافعة عن الشذوذ الجنسي والإفطار العلني في رمضان.

و إذا كان الحجاب غير مهم، لماذا اعتدى حبيب الشوباني، الذي سرق امرأة من زوجها، على صحفية بقلب البرلمان لمجرد أنها ترتدي تنورة قصيرة؟

سيكون من حق أمينة ماء العينين أن تمارس حريتها الشخصية، كما يحلو لها، و أن تعبث بجسدها أو أن تطلق زوجها أو  أن تتخذ عشيقا قبل إتمام مسطرة الطلاق، لو أنها كانت متصالحة مع ذاتها، لا تمارس هذا النفاق، في اللباس والأخلاق والسياسية.

فاللباس هو مجرد مظهر خارجي، ولا أحد يحاسب أية امرأة على لباسها كما يفعل قياديو حزب "البيجيدي"، فالفتيات يجلن الشوارع بتنورات قصيرة، و سراويل تبرز أحجام مؤخراتهن، من دون أن يثير ذلك "حنق" الرأي العام، لذلك على الحزب أن يدفع ثمن مواقفه المتطرفة، وعلى أمينة ماء العينين أن تتحمل ضريبة دفاعها عن ما أسمته الثوابت الدينية التي لا مجال فيها للحرية الفردية، بل فقط للامتثال للتعاليم.