عبد الدين حمروش: "ضرسة" اتحاد كُتّاب المغرب

كانت هناك ضرستان، عانيت من آلامهما في الأسبوع الماضي: واحدة تخلصت من مضاعفاتها عبر الجراحة، والثانية ما تزال مضاعفاتها مستمرة إلى اليوم.

فعلا، ضرسة اتحاد الكتاب خمجت، ولا تجد من يعالجها، أو ينزعها مرة واحدة. أكثر من عشر سنوات، على ولاية الرئيس منتهي الصلاحية، ونحن نعاين مأساة "الاتحاد" المتكررة. باختصار، الرجل لا يريد الذهاب إلى حال سبيله، تاركا مكانه لرئيس جديد. بعد كل ما قيل، وما جرى في سياق مؤتمر "طنجة"، وفي غير سياقه، عقد الرئيس "الأبدي" ما يسمى اتحاد كُتّاب إفريقيا وآسيا..الأسئلة جد بسيطة، ومنها سؤالان: تحت أية مسوغات قانونية يعقد الرجل المؤتمر، وفي ظل مقاطعة الأغلبية الساحقة من اتحادات الكتاب العربية؟ وبأية صفة قانونية، يحشد الدعم المالي لتغطية نفقات المؤتمر؟

إذا كان هناك من مثال شاهد على سوريالية ما يجري في بلادنا، خلال أكثر من عقد من الزمن، فما عليه إلا أن يعود إلى ما يحدث لاتحاد الكتاب...إنه يختصر كل شيء.

بعد السنوات الطويلة، التي ناهزت العقدين، لا يبدو أن "الرجل" ينوي وضع نقطة نهاية لمهامه داخل المنظمة. أإلى هذا الحد، هو "الاتحاد" مهم بالنسبة إليه، على الرغم من إفراغه من كل محتوى نبيل فيه؟

غريب ما يحدث في مجرد منظمة ثقافية، فما بالك لو كان الأمر يتعلق بدولة؟ الرجل يفكر في الترشح مجددا، بعد أن أبلى ثلاث ولايات متواصلة، وأكثر من ذلك يفتتح الرابعة بعقد مؤتمر كتاب إفريقيا وآسيا..

مأزقنا، اليوم، هو أننا نواجه "حالة مستعصية"، لا سبيل إلى تجاوزها، لا عبر الإقناع ولا غير الإقناع، لا عبر التوافق العاقل ولا غير العاقل.

وأمام عناده المستميت، في التشبث بالكرسي، ليس هناك غير المراهنة على أريحية ما تبقى من الأعضاء الكُتاب: أن يسجلوا "الاتحاد" باسمه في المحافظة العقارية.

هل من اقتراح آخر؟

الله يعفو علينا...وخلاص..

(الصوة في عيادة أختي)