قضايا

نطالب الوزير الأعرج ورئيس مجلس الصحافة بإزالة "الكوش" عن هذه الحرفة

سعد كمال

على الحكومة، وعلى الدولة، وعلى مجلس الصحافة أن يتناسى إلى أبد الآبدين مطالب رجال الصحافة.

فلم يعد دعم الجرائد والمواقع هو ما يهم...

ولا تخليق هذه المهنة الفقيرة إلى الله يهم...

 ولا حتى النظر بعين الرأفة لوضعية الصحافيين يهم...

 ما يهم اليوم هو تسخير وسائل الدولة لإجراء فحص بسيبوباتيكي لبعض من يسمون أنفسهم مدراء نشر.

هذا مطلب ملح اليوم بل وأكثر من ملح، وحتى يصبح الأمر عاما بين معشر الصحافيين، فنحن نبدي من الآن ودون شروط مسبقة استعدادنا لخوض نفس التجربة تضامنا مع أولاد الزنقة، الذين يتناسون الطريق الذي حملهم إلى مهنة ابتلت بهم، فأصبحوا ينصبون أنفسهم أحبارا للأخلاق وجندا لمحاربة الفساد، ولا يجدون من ضير لنفث سمومهم إلا ضد صحافيين حملتهم شواهدهم الجامعية للمهنة ولم يحملهم لعق الأجذية إليها أبدا. 

و لقد استغربت كثيرا لتدوينة نفثها أحدهم على  زميل من يومية "الأحداث المغربية" قال فيها إنه تم "طرده" بالتراضي، علما أن لا تراضي في الطرد، بعدما تم ضبطه متلبسا بالارتشاء.

والواقع أن هذه التدوينة نشرت يوم الرابع من شهر دجنبر الماضي، وسحبها صاحبها بعدما لم تؤت أكلها، وعاد لنشرها بنفس الصيغة مساء الثلاثاء، ولخيبته أيضا لم تلق أي تفاعل، طالما أن ذكاء الناس لا يمكن أن يمحوه البهثان.

والواقع أيضا أننا نعرف الزميل المعني بالتدوينة ومستعدين للدخول في تحدي كبير، وهو نشر حسابه البنكي وقيمة القروض التي يوديها ثمن الشقة التي تقل مساحتها عن ثمانين مترا مربع مناصفة مع زوجته إن قبل من يفترون على الناس القيام بنفس الأمر، ونحن نتوفر فعليا على هذه الوثائق وحتى على مداخل الزميل، الذي لا ندري ما سر تعرضه لبهثان شخص لا تربطه به صلة، ويمكن أن آخر سلام أو تبادل كلمة جرى بين الشخصين بشكل عابر كان قبل ثلاث سنوات.

طبعا لسنا بحاجة إلى تذكير الناس بماضيهم، لكننا ننصحهم باستعمال الحافظات كلما أصابتهم "فيروس" في الأمعان، حتى لا تنشر روائحهم النتنة.

و لا شك أن بعض الذين ابتليت به هذه المهنة لا يميزون بين نشر "الحافظات" أو "الخروق"، ونشر الأخبار في مهنة رأسمالها الوحيد هو الخبر. ومع ذلك فإننا نطلب الله أن لا يجازيهم عما فعل أحدهم  ذات يوم عندما سطا على أموال جمعية لدووي القصور الكلوي ورحل بها إلى الخارج، قبل أن يتسلل في غفلة من الجميع لحركة احتجاجية نادت بالملكية البرلمانية... وا مصبتاه...

تخشى العاهرات أن يحاضرن في الشرف، ليس خوفا بل تعففا من أن تطال أقدامهن أرضا صعبة، لكنهن تركن المهمة لأشباه الصحافيين والمثقفين المستعدين لتقديم ما يكفي من شذوذ الممارسة لأولياء نعمتهم....

في الأخير نحن لا نطلب سوى بإزالة (الكوش) عن هذه الحرفة.