فن وإعلام

في مديح المعرض

علي الزحاف
 المعرض جميل وشاعري، الكتب ظريفة تبتسم في وجه بعضها، والصفحات تتبادل القبلات، الممرات ترحب بآلاف الزائرين، الشعراء يسكبون العطور على الأزهار ويتغزلون بالفراشات من الشرفات، الشاعرات يرقصن بين أيدي ضيوفنا وإخواننا من البلدان الشقيقة والصديقة، دون أن تحل عليهن اللعنات، سعيدات بكل ما نشرنه وكتبنه من ملاحم لاحمة، وهزات ارتعاشية فيها من المجاز ما يهز القلوب وأعضاء أخرى ويجعلها تحيا وهي رميم، وتغرق في الزفرات والآهات..الكتاب يتجولون رفقة شخوص قصصهم ورواياتهم، يبتسمون في وجه القراء المحملين بأحمال من أسفار ومنشورات، باذخة في فن طبعها وألق أغلفتها، وما تحويها من أحداث ولغات،  يفسحون الطريق للأطفال السعداء الذين يحتلون فضاءات الممرات بضحكاتهم  البريئة والصرخات، النقاد يمسحون نظاراتهم، كي تتضح الرؤيا ويستقيم المنهج، خاصة حين تمر الكاتبات الحسناوات، الضليعات في فن الدفع أماما، والجر خلفا، وكل ما تجيزه الاستعارت، الجمهور سعيد ومنبسط بإنجازات المعرض ورخص أسعار الكتب والبشر، وتنوع المنابر والعبر.. كل شيء يسير على ما يرام وفقا لما خططت له العقول العبقرية التي تقف وتضحي بالغالي والسمين من أجل إنجاح هذه التظاهرة الهضيمة الكظيمة العظيمة، وتوفير كل وسائل الراحة للضيوف والزوار ،ليل نهار، خاصة منهم الغرباء،  دون أن تغفو لهم عين أو يرمش منهم طرف، وأصحاب الخير الوسطاء والمتخصصين في تقديم الخدمات وتسهيل اللقاءات، من شعراء القصيدة الحديثة، وأباطرة التجريب وتنظيم الحفلات وتوفيق الرؤوس في  الحانات والكباريهات..
والحمد لله على نعمة الكرم المغربي في مآدب اللحوم المطهية منها والحية، و تقديم الوجبات، الباردة والساخنة،سواء في ضوء النهار أو في ظل العتمات....