مجتمع وحوداث

تعسف على الحاضر و التاريخ... الازمي يواصل حرث فاس والفاسيين (صور)

كفى بريس

أقدمت جماعة فاس في شخص رئيسها إدريس الأزمي، على الشروع في طرد مواطنين وإفراغهم من محلاتهم السكنية أو التجارية التي يكترونها مند مدة طويلة.

لا يهم هنا المساطر القانونية التي إتبعتها جماعة فاس ورئيسها العمدة، ما يهمنا بالأساس هو السبب الذي دفع جماعة فاس إلى هذا الإجراء القضائي، من اجل إفراغ مساكن من مكتريها ومحلات تجارية توفر القوت للعاملين فيها.

السبب بكل بساطة هو الرصيف، الجماعة تريد رصيفا أفضل و أطول وأرحب وعلى حساب المواطنين الذين لم يتملكوا مسكنا وعمروا طويلا في منازل رغم انهم إكتروها إلا أنها أصبحت جزءا منهم.

بكل بساطة من أجل "طروطوار"، سيقدم عمدة فاس على طرد أسر بكاملها إلى الشارع، من اجل "طروطوار"، ستغلق محلات تجارية مثل صدلية وفندق شعبي، ومرأب لغسل السيارات ومخبزة صغيرة، كلها ستصبح في عدم، بما أن مزاج جماعة فاس وعمدتها إشتهى مكانا به رصيف للمارة، وربما مكان يوفر مساحة كافية لسيارته عندما يزور المنطقة.

ببساطة... من أجل "طروطوار"، بوجلود بكامله سيتعرض للتشويه، بما فيه من عمارات سكنية ومحلات تجارية كلها ستدخل في خبر كان..

تاريخ أسر بكاملها مسحه السيد العمدة وأراده مجرد إسفلت و "طروطوار"، سيقضي حتى على معالم المدينة التاريخية. والكل يعلم أن أي لمسة من إسمنت العصر الحالي تمسح موروثا شامخا ظل واقفا إلى أن أتى من يريد إسقاطه.

الجماعة وعبر نموذج لمراسلة وجهت للقضاء، توصلنا بنسخة منها، من اجل إفراغ مكتري، حددت ما أرادت من تعويض لا يمكن وصفه بالهزيل، بل هو أقرب إلى العدم، كل تلك السنوات الطويلة و تلك الحياة وتلك الاحلام إختصرها السيد العمدة في مبلغ 15 ألف درهم، بتعويض قيمته 246 درهم للمتر المربع.

المكترية بكل تأكيد تضع يدها على قلبها فهي في مواجهة جماعة بكاملها، وليست أي جماعة فهي فاس، ولييس أي عمدة فهو من العدالة و التنمية، الذي لا زال يقول أن هم حزبه الاول و الاخير هو المواطن. وبالفعل فقد صدق فالهم الاول و الاخير هو القضاء على المواطن وعلى امل العيش الكريم للمواطن.

الامر وما فيه أن جماعة فاس أخطأت التصويب ربما، لأن المعنيين بالإفراغ، ليسوا وحدهم، معهم تاريخ سيقف بالمرصاد لكل محاولة للمس به، لا وقت لتغيير ملامح باب بوجلود، أو ساحة البغدادي، أو بناية المرينيين. لا شيء يسمح بإحداث رصيف من القرن الحالي ليمسح قرونا مضت من نسائم الأسلاف.

منصوص الرسالة فيه الكثير من التعقيدات القانونية، وفيه الكثير من كلمات الربط، مثل "وحيث ان ومن حيث ان وبما ان" وما جاورها من كلمات جافة بجفاء اللحظة التي تتهدد عائلة من القرن الحالي، وتاريخ من القرون الماضية.

فهل هناك من يوقف مثل هذه التعسفات؟

وهل إنتهت مشاكل فاس ليبحث العمدة وجماعته عن أرصفة لأزقة تاريخية؟