بنيونس بحكاني: في خاطر الكرة لا غير

كتبت منذ أزيد من خمس سنوات مقالا تحت عنوان في خاطر ناس بركان دافعت فيه عن وجهة نظري في ظاهرة النكت اللصيقة بأهل بركان وأنا منهم وبركان بترابها ومائها وتربتها بلد العطاء والبطولات والتاريخ يشهد لها بذلك لكن هذا التهميش الذي تعيشه لسياسات سياسوية جعلها للأسف محط تهكم وافتراء على طبيعة ناسها وكرمهم ومجدهم .

 

كما حللت سبب هذاالتهكم الذي تعود أصوله الى كرة القدم وفوز بركان على المولودية الوجدية..

والحقيقة التاريخية قفزت إلى ذهني من جديد بعد الأحداث المروعة التي واكبت مقابلة  أمس بالملعب الشرفي بوجدة بين والمولودية الوجدية و نهضة بركان ..حدث يندى له الجبين ويزيح النقاب عىى أزمة اخلاقية كبيرة وعلى حقد دفين يأتي على الاخضر واليابس..لا أجد تفسيرا منطقيا يشرح مارأيناه في الملعب الشرفي بوجدة ..حرب شعواء ضد الأفراد والممتلكات والفضاء العمومي ورجال الأمن..

يحز في النفس أن تنتهي مباراة كروية بتلك المناظر البشعة المقرفة لم تصرف الجمهور الوجدي بتلك الهمجية وما هي رسالته من الخراب والدمار؟

للأسف الشديد لازالت النظرة العدوانية تسود في عدد من ملتقياتنا الكروية نلعب ضد أعداء وليس خصوم بروح المنافسة الشريفة ،نلعب ونريد أن نكتم نفس العدو.ما حصل في ملعب وجدة مؤلم جدا ويؤجج مشاعرا سلبية بدائية بعيدة عن جوهر التنافس الشريف .اعادتنا مظاهر الشغب والعنف إلى زمن التخلف والكراهية التي هي بعيدة كل البعد عن شيم اهل المنطقة الشرقية الأحرار.

وكان أهل بركان هم الضحية وهم الذين تعرضوا لوابل من الشتائم والمضايقات لدرجة أنهم بقيوا ساعات طويلة تحت حراسة الأمن داخل الملعب خشية أن يحدث الأسوأ.

نستنكر هذه الافعال الشنيعة التي لاترمز لثقافتنا بالمنطقة وثقافة المغرب الشرقي أو المغرب عامة والانسانية جمعاء.

 

الكرة لعبة تنتهي بالعناق والتحايا والتصفيق الحار لمن فاز والاحترام والتقدير لمن خسر على مجهوده ومنحه الفرجة لجماهيره.

حان الوقت لنقف أمام انفسنا ونساءل عيوبنا التي تطفو على العشب الأخضر وتشعل فيه فتيل حرب هوجاء رعناء.

أدعو كل الغيورين على كرة القدم بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة أن نعقد مناظرة وطنية وجهوية لرفع اللبس على ما يحصل، الوضع لايحتمل الانتظار ويجب علينا تكثيف الجهود وخلق قوة فكرية هادئة وحكيمة لفهم ما قد لايفهم ووضع لبنات أساسية لبناء مجتمعات كروية تمثل ثقافة مغربية أصيلة ومتحضرة فما رأيناه مرعب ويعطي علينا صورة سلبية جدا تدعونا الى إعادة تأهيل الجمهور بكافة الوسائل وإقحام كل المنظومات التربوية والتعليمية لإنقاذ مايمكن إنقاذه.

لا طعم للكرة بعد اليوم ،لنتحد من أجل خطر محدق بنا تمظهر جليا في مباراة المولودية و النهضة.أتساءل ما كان مصير البركانيين لو كان الفوز حليفهم؟

ماشاهدناه لا يمكن السكوت عنه أبدا..أنا لا أسكت عن هذه الواقعة التي لا علاقة لها بالفير بلاي والروح الرياضية  ،لنتحرك لأجل فعل رياضي وأخلاقي يليق بصورة أبناء  الشرق جميعا، لننسى الماضي ونفكر لبناء مستقبل جديد مشرق.