سياسة واقتصاد

ماذا يقول إنه يقول دعه يقول... زيان يخلط حباله الصوتية مع اوتار العزف على نغمة "انا"

عبد العزيز المنيعي

إختلطت الحبال الصوتية مع اوتار العزف لدى النقيب السابق والمحامي أبدا محمد زيان، عندما خلط بين الرغبات الشخصية في "البوز"، وملف حسم فيه القضاء بشكل لا يدع مجالا للشك فيه.

زيان الذي تعود على الخروج بشكل بهلواني سواءا عندما تعلق الامر بمغادرته لقاعة جلسات محاكمة بوعشرين، وهو يلوح بيديه ويصرخ ويرغد ويزد حتى تخال الرجل قد مسه عفريت من عفاريت بنكيران، أو عضه تمساح من تماسيحه.

الرجل و الحق يقال، يستميت في الدفاع عن موكليه حتى ولو كانوا مجرمين بالسليقة، فتلك مهمته الأولى والأساسية، والحق يقال أيضا أن الرجل صادق في بهتانه ومبدع في أساليبه... لكنه مهترئ في حججه.

زيان عاود الظهور معلقا على تقرير اللجنة الاممية بخصوص الإدعاءات بالإعتقال التعسفي الذي طال بوعشرين. وهو صاحب "الحجرين" مادامت تهمه تهم قضيبه وليس قلمه.

زيان كما أسلفنا، وأرجو التركيز هنا، دخلت حباله الصوتية في اوتار قيثارة الانين، قال انه سيظل مدافعا عن بوعشرين، هذه اوتار العزف التي تحدثت هنا، وقال في السياق ذاته انه سيظل مدافعا عن سمو القانون، وهنا تحدثت حباله الصوتية، لأنه محام اولا وقبل كل شيء وعليه أن يحترم القسم الذي أقسمه ذات يوم من سنة ما عندما لبس بذلة المحامي الموقرة.

الجمع بين النقيضين لا يمكن، فالإدعاء بأن تقرير اللجنة الأممية صحيح، والقول بسمو القانون فيه مغالطة ونوع من "البولميك" السياسي الذي يجيده فهو "زعيم " حزب إحتضن مقره ندوة الخميس الصحافية.

لكن زيان عاد إلى جادة الصواب، ونزع عنه كل إلتباس وأبان عن حنكته في البهتان ولم يضطر إلى أن ترمش عينه، وهو يؤكد أن تقرير الإعتقال التعسفي في محله.

يا سيدي إذا كنت انت "الفاهم" في القانون تقول مثل هذا الكلام، قماذا تركت للمصطادين على ضفاف المياه العكرة... يا سيدي ما دمت انت مغربي وحر كما تقول لماذا تواصل الطعن في مؤسسات المغرب ونزاهة قضاء المغرب، وحداثة المغرب، الحديث عن الحداثة ليس من قبيل الحشو أو الإطناب، لأن من يقول بأن هناك خروقات في ملف بوعشرين، يقول بأن المغرب لازال يعيش قرون الظلام وبعيدا عن المسار الحقوقي الكوني، والحقيقة أن المغرب قطع أشواطا في هذا المجال ولسنا من نقول ذلك بل العالم يشهد ولنا في ذلك امثلة عدة.

اليوم يا سيدي الفاضل، الكل يحاكم والكل يحاسب، لا احد فوق القانون ضابط شرطة أو وزير أو صحافي أو مواطن عادي كلهم امام القانون واحد، متهم حتى تثبت إدانته..