رأي

حوار مع بنعيسى أيت الجيد... ماذا كان سيقول لزوجته ورفاقه وحياته..

عبد العزيز المنيعي

ماذا لو حاورنا الراحل بنعيسى أيت الجيد، ما عساه كان سيقول، في كل تلك السنوات التي مرت وهو يرقد تحت التراب، يتأمل قاتليه يبنون حياتهم ويستمتعون بها، ويراكمون الرواتب، ويحلمون بالأفضل لزوجاتهم و أبنائهم.

ماذا كان سيقول لزوجته لو عاش، ولو بقي الخلاف مع قاتليه في حدود، المناوشات و العراك و"الدباز بالبونية" فقط، وبقي هو حيا يرزق، ينال شهادة الدكتوراه أو ربما لا، يشغل وظيفة محترمة أو ربما لا، ينتخب برلمانيا، وربما وزيرا، وربما يصير رئيس منظمة حقوقية.

ماذا كان سيقول لرفاقه وهم يعيدون على مسمعه سنوات النضال و الساحة الجامعية، وهو يجلس امام فنجان قهوة في مقهى من مقاهي المغرب.

ماذا كان سيقول أيت الجيد، لو سئل عن رأيه في ما قالته امينة بوعياش، اكيد انه لن يكلف زوجته بالرد عليها، لأنه لا ويؤمن "بشغل النسا"، يؤمن بان الرأي الصادر عن شخص هو رأي يحترم، ولهذا قتل من اجل إحترام رأيه ومواقفه وليس لأي سبب اخر.

لكن سي بنعيسى سيعاتب، امينة بوعياش، يخبرها انها تعرف جيدا القضية، وتعرف انه قتل وحرم من الحياة و متعها ومن المساهمة في بناء الوطن. سيعاتبها لأنها لم تنصفه، ولم تقل بصراحة أن حامي الدين مذنب..

بنعيسى أيت الجيد سيعاتب أمينة بوعياش، لأنها تخلت عن ذاتيتها، وتكلمت كمسؤولة، وقالت ما يفيد موقع المسؤولية.

سيعاتبها كثيرا ويلومها على عدم إنصافه، لكنه لن يكلف زوجته المفترضة بالرد، ولن يترك لمتقاعد فرصة النيل من شروط نيله حقه، بترهات خاوية..

بنعيسى أيت الجيد، يلومنا لأننا نقوم بواجبنا المهني و الموضوعي، لكنه أكيد سيتفهم ان المسألة ليست مسألة شخصية هي مسالة مبدأ.

ماذا لو سألناه ماذا تنتظر من المحاكمة، سيقول بكل بساطة إسألوا القضاء فهو مرجعنا، إسألوا القانون فهو سندنا، إسألوا الحق فهو يعرف اهل الباطل رغم دنانير الصلاة على جباههم..