علي الزحاف: المثقف الانتهازي

المثقف الانتهازي، الجبان، يغطي جبنه وانتهازيته دائما، بمظلة المثالية، والمفاهيم الأخلاقية الأفلاطونية العليا، وإظهار نفسه في صورة الحكيم الناصح...

هو دائم التحول الحربائي، يبكي ويشكي حين يهمش ويركن على الجانب مثل دراجة قديمة، لكنه بمجرد أن يُرمى إليه ببعض زيت الريع كي يرطب به مساميره الصدئة، تجده قد تحول إلى واعظ، ومنظر في أخلاق النخبة وسياسات الترفع ونبل الأنذال...

قد يُصَدًع رأسك بنقد بعض المظاهر والأشخاص، يشجب هنا، وينغز من هنا، يُلّمح إلى ذاك ، ويشير إلى هذا، يفتش عن حلف مع ذاك، ويستتر في ظل ذاك..

لكن سرعان ما يتحول إلى حمل رباني وديع، حين يُدعى إلى زريبة الريع، فيقلب فروته ، ويغير وجهه ، ليلبس قناع فقيه الريع، الذي يقدم النصائح، ويتسامى عن الصغائر، التى كان في السابق ، يعتبرها جرائم إنسانية ، في حق الثقافة ....ويصبح من كان يحتمي بهم في السابق، مجرد قوم ملأ الله صدورهم بالغل والحقد، والذين كان ينتقدهم ويشكو من ظلمهم و طغيانهم، اساتذة، وأنبياء العصر الحديث، يتمسح بأعتابهم مثل جرو وفي.. 

لعنة الله على أصحاب" سبع وجوه"، الذين يبيعون كل شيء من أجل دعوة إلى ملتقى، أو ندوة، أو حفل...ويلعقون بلاط الخراء ، مقابل عطاءٍ، أو عظمة ساقطة من زبل الموائد...

إن أعظم كلاب الريع الفاسد، هم من يتلفعون بمسوح الأخلاق والمثاليات..وهم مع كل منقلب، ينقلبون..