فن وإعلام

ندوة علمية في وجدة... فتح الباب امام البحث و اتلكوينو تقنين مهنة المسرح

كفى بريس

"المسرح بين المشرق والمغرب، المواكبة والتحولات"، محور الندوة العلمية التي إحتضنتها وجدة عاصمة الثقافة العربية، الثلاثاء والأربعاء 5 و 6 مارس 2019.

بعد الجلسة الإفتتاحية كانت عبارة عن كلمات الجهات المنظمة من وزارة الثقافة والإتصال، الهيئة العربية للمسرح وجامعة محمد الاول.

كما تخلل حفل الإفتتاح  تكريمات لمجموعة من الفاعلين في المشهد المسرحي من الباحثين والفنانين المغاربة.

وتوزعن الندوة عبر جلسات، الأولى حملت محور "تلاقح التجارب المسرحية بين المشرق والمغرب"، وشارك فيها ثلاثة من المتدخلين هم : لطيفة أحرار من المغرب، تونس آيت علي من الجزائر ومحمد العامري من الإمارات، حيث تحدث كل منهم عن رصده للتأثير والتأثر في تجاربه وتجارب بلده، وتناول المتدخلون عديد جوانب التأثر في النص وأدوات العرض والأداء، هذا وقام بإدارة الجلسة بوسلهام الضعيف من المغرب.

فيما تناولت الجلسة الثانية "أثر تنظيم وتقنين المهن الدرامية على الممارسة المسرحية"، و شارك فيها المتدخلون: مسعود بوحسين من المغرب، سامي مغاوري من مصر وجان قسيس من لبنان، حيث طرحوا جوانب عمل نقاباتهم في تعضيد وتعزيز موقع الفنان وحياته الاجتماعية والمهنية، وأكد الجميع على أهمية عقد مزيد من ورش البحث في الجوانب النقابية وشؤون المهن الفنية للإرتقاء بمرتكزاتها القانونية وزيادة الثقافة النقابية، وقام بإدارة الجلسة، الحسين الشعبي من المغرب.

كما شهد اليوم الثاني ثلاث جلسات، وجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان "واقع الدراسات النظرية والنقدية في المشهد المسرحي"شارك فيها كل من، خالد أمين من المغرب، يوسف الحمدان من البحرين، اليسع حسن أحمد  من السودان ومحمد عبازة من تونس، حيث قدم المتدخلون رؤاهم ورصدهم لحال البحث والنقد وربطه بعديد آليات العمل الفني بما فيها التاهيل، وقام بإدارة الجلسة الزهرة ابراهيم من المغرب.

جاءت الجلسة الثانية تحت عنوان واقع أثر التكوين والتعليم في الممارسة المسرحية، ساهم فيها المتدخلون: رشيد منتصر من المغرب، هشام بنعيسى من تونس وعاصم نجاتي من مصر، وقد قدم المتدخلون صورة عن واقع علاقة معاهدهم ببرامج إعداد الطلبة ليكونوا مؤهلين لسوق العمل وقام بإدارة الجلسة : عوزري عبد الواحد من المغرب.

وجاءت الجلسة الختامية حيث ألقى المنسق العام للندوة مراد الريفي وممثل الهيئة العربية للمسرح كلمتين أكدا فيها أهمية الندوة وحيوية المشاريع التي تجمع وزارة الثقافة والاتصال والهيئة العربية للمسرح، و التي تنعكس إيجاباً على المسرح المغربي والعربي.

 بعد ذلك قام المقرر العام مصطفى الرمضاني بتلاوة التقرير العام والخلاصات والتوصيات، وجاء في هذا لتقرير:

"كان الجمهور على موعدٍ مع الأبحاث الرصينة التي تكفل بها المشاركون، كل حسب اختصاصه واهتماماته، وإذا كانت  تلك المداخلات قد اتسمت بالغنى والتنوع، فإنها اتفقت على اهمية المحور وراهنيته، نظراً لارتباطه بالسياقات الاجتماعية والسياسية التي تمر بها الأمة العربية، كما اتفقت على بعده الاستشرافي، باعتباره يختزل عصارة القضايا التي تشغل بال المسرحيين في المشرق والمغرب، ويأتي على رأسها القضايا الإبداعية والبحث والتأطير والهيكلة وتقنين المهن الدرامية، وهي المحاور التي تختزل شؤون المسرح في شقه الثقافي والفني والإداري والتنظيمي".

وخلص التقرير الختامي الذي رصد التوصيات والمقترحات إلى : "... ترسيخ التفاعل الإيجابي بين التجارب المسرحية العربية. ولا يتأتى هذا كما ذهب جل المتدخلين إلا بتبادل التجارب بين المسرحيين العرب عن طريق المهرجانات واللقاءات العلمية والتربصات الفنية، لأنها السبيل للوقوف على مواطن الخلل في منجزاتنا الفنية والفكرية، وهي في الوقت ذاته المنطلق الحقيقي نحو تجويد رؤانا وأدواتنا التقنية، ومواقفنا الفكرية والفنية ليكون مشهدنا المسرحي في مستوى التحولات التي يعرفها العالم تأكيداً لمبدإ الاختلاف المتمدن بدلاً من الاختلاف المتوحش كما ذهب إلى ذلك بعض الباحثين.