سياسة واقتصاد

شكر الملك محمد السادس وجدد إدانته للإرهاب... "إعلان الرباط" يختتم مؤتمر مجالس منظمة التعاون الإسلامي

كفى بريس

أصدرت الدورة الرابعة عشر لمؤتمر إتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في ختام أشغاله، "إعلان الرباط" الذي أعرب فيه المؤتمرون عن الشكر و الإمتنان للملك محمد السادس "على رعايته السامية للمؤتمر مما وفر كافة الشروط لنجاح أشغاله التي تميزت بنقاش نوعي وناجع لقضايا العالم الإسلامي"

وجدد الإعلان، الصادر الخميس 14 مارس، تشبث المجالس "بالمبادئ التأسيسية لمنظمة التعاون الإسلامي، وخاصة في ما يرجع إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام الوحدة الترابية للدول وسيادتها، وتسوية النزاعات سلميا وعن طريق الحوار."

كما أكد "العزم على مواصلة المساهمة الإيجابية والناجعة في تطوير عمل منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، خاصة في ما يرجع إلى إقرار السلم العالمي والأمن الإقليمي واحترام حقوق الإنسان واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية."

وذكر الإعلان  "بناء على ذلك، بمسؤولية المجموعة الدولية في تسوية الصراع في الشرق الأوسط من خلال، بالأساس، تمكين الشعب الفلسطيني من كافة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وذلك وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة"

مؤكدا "على أهمية الديمقراطية ودولة المؤسسات في التنمية وفي صيانة حقوق الإنسان وكفالة احترامها، وعلى دور مجالسنا في ترسيخها وتيسير المشاركة السياسية للشعوب بما يكفل الاستقرار والتماسك الاجتماعي، وفي بناء ثقة الشعوب في مؤسسات بلدانها، وجعلها تَتَمَلَّك بناءَها من خلال إشراكها في القرارات وفي حكامة السياسات العمومية من خلال ممثليها"

واضاف الإعلان انه إذ "نستشعرُ حجمَ التهديد الذي يشكله التطرف والإرهاب والتعصب على مجتمعاتنا واستقرار بلداننا ومستقبلها وعلى الأمن والسلم العالمي وانعكاس ذلك على صورة العالم الإسلامي،" مع إستحضار "الأوضاع الإنسانية ومعاناة فئات عريضة من المواطنين في عدد من مناطق النزاع بالبلدان الإسلامية، ومعاناة المسلمين في عدد من البلدان غير الإسلامية"

فإن الدورة تعلن،

التأكيد "على الأهمية الحيوية للديموقراطية ودولة المؤسسات واحترام وصيانة حقوق الإنسان في تقدم مجتمعاتنا وتطويرها وتيسير استقرارها، باعتبارها أفقا كونياً وحاجةً مجتمعية وهدفاً يتم بلوغُه بالتراكم والإصلاح وإشراك مختلف فئات ومكونات المجتمعات والحرص على تعزيز وتقوية المشاركة السياسية الفاعلة للنساء والشباب."

إعادة "التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في اهتمامات اتحادنا ومرافعاته، كما لدى بلداننا وشعوبنا، ونؤكد تضامننا مع الشعب الفلسطيني من أجل إقرار حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، طبقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وندين بقوة ممارسات سلطات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني."

إدانة "الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الشعب الفلسطيني، نطالب الأمم المتحدة ووكالاتها الـمختصة بتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني وللمآثر والمعالم العمرانية والثقافية في الأراضي المحتلة والعمل على إطلاق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني"

إعتبار أن "الاحتلال يظل هو جوهر الصراع في الشرق الأوسط وأصل مشكلاته، فإننا نطالب المجموعة الدولية بضرورة إنهاء الاحتلال الصهيوني لما تبقى من الأراضي اللبنانية والجولان السوري."

تجديد "رفضنا للفكر المتطرف وإدانتنا للإرهاب الذي يستهدف العديد من البلدان الإسلامية وغير الإسلامية، وندعو إلى التصدي لجذوره وأسبابه، وترسيخ التعاون بين أعضاء المجموعة الدولية لبلوغ هذا الهدف. وفي هذا الصدد، ندعو إلى التصدي للخطابات المتطرفة والمتعصبة مهما كان مصدرها، رافضين ربط الإرهاب بالإسلام والمسلمين، واستغلاله في الحملات ضد الإسلام والحضارة الإسلامية. "

الدعوة "إلى تسوية النزاعات التي تشهدها بعض مناطق العالم الإسلامي بالحوار والتفاوض وبالطرق السلمية، ونشدد على ضرورة تجنيب المدنيين آثار هذه النزاعات وتمكينهم من الحماية الضرورية وكفالة حقوقهم المادية والمعنوية وفي السلامة والأمن والخدمات الاجتماعية وكافة ضرورات الحياة الكريمة، ونؤكد رفضنا لآخذ المدنيين رهائن أو اعتقالهم أو أسرهم واستعمالهم أوراق ضغط في النزاعات."

"التشديد على الحاجة الماسة والضرورة السياسية والاستراتيجية لاحترام الوحدة الترابية والوطنية للدول والحفاظ على استقرارها والامتناع عن كافة أشكال التدخل في شؤونها الداخلية، والتزامنا بهذا المبدأ المركزي في العلاقات الدولية."

الإنخراط "في الجهود الدولية الصادقة من أجل حماية البيئة ومواجهة النتائج الكارثية للاختلالات المناخية على الإنسان والأرض ومستقبل البشرية وندعو إلى التفعيل السريع والناجع لقرارات مؤتمرات الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطار بشأن التغيرات المناخية  وخاصة مؤتمر باريس ومؤتمر مراكش. ونشدد بالخصوص على أهمية دعم البلدان الافريقية الإسلامية المتضررة على نطاق واسع من الاختلالات المناخية."

التأكيد "على مسؤولية بلدان الإقامة، والبلدان الأصلية في حماية الجاليات المسلمة في البلدان غير المسلمة، ونرفض خطابات التخويف من الإسلام، وما يستهدف هذه الجاليات من ممارسات وخطابات عنصرية، ونذكر بمساهمتها في تنمية وتطوير البلدان التي تقيم فيها كما في تنمية البلدان الأصلية.

وعلاقة بذلك ندعو بلدان الاستقبال إلى احترام الحقوق الإنسانية الأساسية للمهاجرين غير النظاميين وخاصة من البلدان الإفريقية."

تجديد "التأكيد على ضرورة حماية الأقليات الإسلامية في البلدان غير الإسلامية طبقا لمبادئ وقيم حقوق الإنسان وحرية المعتقد، وندين أعمال التطهير التي تستهدف هذه الأقليات في بعض البلدان، ونطالب بالمحاسبة الدولية للمسؤولين عنها وبأن تضطلع الأمم المتحدة وأذرعها الإنسانية والحقوقية بذلك."

وجدد إعلان الرباط، الشكر والإمتنان للملك محمد السادس "عاهل المملكة المغربية على رعايته السامية لمؤتمرنا الرابع عشر وتقديرنا للبرلمان المغربي على ما وفره من ظروف جيدة لأشغالنا وما أُحِطْنا به من عناية وترحيب على أرض المملكة المغربية."

وختم الإعلان، بتكليف الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب المغربي ورئيس المؤتمر والرئيس الدوري للاتحاد بإبلاغ هذا الإعلان إلى حكومات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وإلى الأمانة العامة للمنظمة.