قضايا

"الجماعة" تهاجم حقيقتها... "مجلس شورتها" صوت واحد يغني في خلوة

عبد العزيز المنيعي

هل يؤمن المتزمت بالمعارضة..

هل يؤمن المتعنت بالرأي الاخر..

هل يؤمن الظلام بالنور..

هي معادلة لو فككنا رموزها وطلاسيمها، لفككنا أسس القناعة لدى "الجماعة" التي لا تقبل معارضا و لا تريد مناطحا، ولا مكان في صدرها للرأي الاخر المخالف والجريء و الصريح.

كثيرون كانوا يظنون "جماعة العدل و الإحسان"، على غرار باقي الجماعات التي تشتغل في الظلام، قانونيا و "فكريا"، ينهالون على "أعدائهم" من خارج سربهم بحجارة التكذيب.

لكن هؤلاء كانوا على خطأ، فأمثال هذه "الجماعة"، تنهال على اول "خارج" عن "إجماعها" بسياط الحقد وتصدر في حقه قرارات "بالإبعاد".

هذا هو الجديد الذي جد على "ساحة المؤمنين"، بهذه الجماعة، وعليهم أن يحتاطوا من الغد إن هم نووا المعارضة، فلا مكان للتعدد داخل الجماعة. وواقعة محمد العربي أبو الحزم، صاحب كتاب "في الحاجة إلى صحبة رجل...الصحبة والجماعة عند الإمام عبد السلام ياسين"، خير دليل على أن الفكر الأحادي يستظل بنفسه فقط ولا يستأنس بأصوات أخرى تدعوه إلى التغيير.

واقعة كتاب أبو الحزم، وإستياء مجلس "شورتهم"، وهجوم "القادة" عليه، فقط لأنه دعى إلى تصحيح مسار "الجماعة"، وقال بأنها حادت عن "جادة الصواب" التي رسمها مؤسسها ومرشدها عبد السلام ياسين. هذا يكفينا منهم، ويكفينا دليلا على إعتلال التوجه لديهم، وإعتلال بواعث البقاء أصلا.

في عالم حداثي يؤمن بالتعدد والمعارضة وبإختلاف الرأي، والإنفتاح على الاخر، تبقى مثل هذه "الجماعة"، خارج مسار العالم، تعيش لحظتها مثل فلاش باك على مرحلة محروقة من حياة البشر.

فالأكيد أن تجميد عضوية صاحب كتاب، هو دليل على جمود رؤية أصحاب القرار في "شورى الجماعة" التي لا جدال فيها، بل فقط الامر والتنفيذ.

قبل إجتماع "مجلس شورتهم"، كانت "الجماعة" قد أعلنت الحرب على الكتاب و صاحب الكتاب، وهي تعلن الحرب على حقيقتها التي تريد إخفاءها بأي طريقة، وتريد ستر عورتها وإعوجاجها الذي صاحب إستمرارها على نهج معاداة الوطن و المواطن..

واقعة كتاب ابو الحزم، تضع نقطة النهاية امام خزعبلات "الجماعة"، وتؤشر على أن الصوت الواحد لا يؤدي إلى الإجماع، بل هو مجرد صوت معجب "بطناطينه.."