رأي

خالد الخضري: صمت الشوبي بمهرجان تطوان... فقال عدة أشياء!

افتتحت الدورة لخامسة والعشرون - الدورة الفضية - لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط مساء السبت 23مارس 2019، بتكريم الممثل الفنان محمد الشوبي الذي ألقى في حقه السيد عبد اللطيف البازي، نائب مدير المهرجان كلمة موجزة معتبرا الشوبي" فنانا شهما، متشبعا بأفكار التغيير والتحرر.. وولد الناس". كما تلت الدكتورة عزيزة الوزيري زوجة المحتفى به، كلمة مستفيضة وطويلة صاغها الصحفي والشاعر عبد الحميد جماهري في حق الشوبي، استعرض فيها شاعرية هذا الأخير في الحياة كما في السينما مشيدا بثقافته، أخلاقه ووطنيته، حيث ظل " الوطن غاية وجوده ومسكن فنه".

صبيحة الأحد 24 مارس، نُظم لقاء مفتوح مع نفس الفنان في مركز الفن الحديث، الذي كان أصلا بناية لمحطة القطار القديمة بتطوان وهي من تصميم المهندس المعماري خوليو رودريغيث رودا في ماي سنة 1918.. تجمع في أسلوبها بين المعمار المغربي الأصيل والمعمار الاسباني.. وقد تم تأهيلها لتتحول إلى مركز للفن الحديث في إطار التعاون الدولي بين وزارة الثقافة المغربية وحكومة الأندلس بوساطة من مؤسسة الثقافات الثلاث، سأعود إليها في ورقة لاحقة مستقلة.

في هذا القاء المفتوح الذي أداره الصديق عبد اللطيف البازي ألقيت أسئلة وشهادات في حق الفنان الشوبي.. فكان بديهيا أن أدلى بدلوي ما دام مهرجان "الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة" أن كرمه في دورته السادسة مصدرا عنه كتاب: "محمد الشوبي، الممثل الملحاح".. شرحت أولا طبيعة عنوان الكتاب إذ أن الشوبي ترك الوظيف ليمثل.. وابتعد عن الإخراج ليمثل.. وألف كتبا دون أن يتخلى عن التمثيل... مبررا اختياره هذا في الحوار الوارد بنفس الكتاب:

"اخترت التشخيص منذ بداياتي لأنه ديدني، أحبه أولا وأتماهى مع كل شخصية ثانيا.. ثم أفرغ عقدي لأتجدد كل حين وأنتصر على ذاتي بإقحام ذات أخرى عليها" – (ص: 7).

كما أن له قدرة على التعبير بالسخرية والصورة في آن واحد وهذا ما أسميه ب "التحرميات اللغوية" فمثلا حين سألته عن رأيه الصريح في السينما والمسرح والتلفزيون بالمغرب رد:

"المسرح ضمير الأمة.. السينما صورة هويتنا.. والتلفزيون هو الشكل النمطي الذي قتل المسرح والسينما... التلفزيون المغربي شاب بليد يتبول على أفراد الأسرة دون أن ينهره أحد" (ص: 62)

عقب الشوبي على تدخلي كما على جل ما أدلى به المتدخلون في القاعة، وكان كعادته ساخرا، بليغا ومعبرا.. إلا أن أحسن رد عقب به على ما قيل في حقه واستقبل به بمناسبة تكريمه في حفل الافتتاح، حين أسندت إليه الكلمة، إذ وقف أمام الميكروفون وعيناه مغرورقتان بالدموع – كالعادة - ولم ينبس بكلمة واحدة ! فقال عدة أشياء..