رأي

محمد لوريزي: "جماعة العدل و الاحسان"... تجدد العهد مع الركوب على قضايا المحتجين

كما هي حليمة مع عاداتها القديمة، جددت جماعة بوكو خرافة المحظورة عهدها مع هوايتها المفضلة و هي استغلال الأحداث و أصحاب المطالب الفئوية، و الركوب عليها من تصفية حساباتها السياسوية مع السلطة.

و على الرغم من أن حرية التضامن و الدعم و المساندة تبقى حرية شخصية، فإن تعامل العدل و الإحسان مع الحركات الاحتجاجية و الطريقة التي تعبئ مريديها للمشاركة فيها، تطرح أكثر من علامة استفهام، فالجماعة تتعامل مع هذه الاحتجاجات ليس من باب التضامن المشروع، و لكن من باب الركوب عليها و استعمالها لأغراضها الخاصة.

فالحضور اللافت لمريدي الجماعة و أتباعها في مسيرة الأساتذة المتعاقدين، و التعبئة الكبيرة التي سبقتها، و كذا الشعارات التي رددت خلالها و اللافتات التي رفعت خلالها برسائلها التي لا علاقة لها بمطالب الأساتذة و تظلماتهم، يدلل على أن الأمر يتعلق باستعراض عضلات أصبحت مترهلة، و أن الجماعة تحاول بطريقة بائسة يائسة الانتقام من السلطة، بعد سلسلة الضربات التي تلقتها في عدد من المدن بعد إغلاق و تشميع عدد من مقراتها السرية.

كما أن الأمر يتعلق دائما بضرورة إعادة شحن الأتباع و المريدين من خلال هذه السلوكيات، و دائما تحت ذريعة الوقوف في وجه الظلم الذي يلحق الجماعة و منتسبيها المصابين بعقدة الاضطهاد، الذي ملأت به الجماعة رؤوس أتباعها، حتى يظلوا تحت عباءتها تستعملهم كما تشاء و في أي وقت تريد كقطعان لإثارة الفتن و تأجيج الاوضاع.