رأي

محمد الشوبي: كم أنا بليد

الوقائع الطريفة التي يدونها الفنان محمد الشوبي، تحبل بالكثير من الدلالات، منها واقعة حدثت معه في مدينة تطوان مباشرة بعد تكريمه. وسرد الشوبي الواقعة عبر التدوينة نشرها على صفحته بالفايسبوك قائلا:

أثق في كل مسؤول واعتبره من الوهلة الأولى أنه سيتحمل ويستحمل مسؤولياته

هذا اليوم عشت جحيم المسؤول الذي ثقت فيه وسأحكيها لكم كالخرفة..

البارحة في تطوان قررت أن أعود من تطوان إلى القنيطرة عبر سوبراتور البراق فذهبت إلى وكالة سوبراتور لأجد شابا لا يتعدى 25 سنة من عمره، وطلبت منه أن يمنحني تذكرة من تطوان إلى وجهتي فرحب بي ومنحني التذكرة استغربت للثمن لكنني قلت في عمق بلادتي لعل الثمن ناقص بحكم الساعة واليوم الذي ساسافر فيهما.

نمت قرير العين دون أن تنتبه بلادتي إلى مكان الانطلاق لأنني ركزت اهتمامي على موعد الانطلاق

افقت على الساعة التاسعة صباحا وساعة انطلاقي هي الثانية زوالا إذن لدي وقت لحضور ندوة السينيفيليا وتبادل أطراف الحديث مع صديقي العلواني بنادي المغرب التطواني .

وصلت عقارب الساعة، التي ستلسع بلادتي بعد ذلك ، الساعة الواحدة والنصف ،فقفزت من مكاني تاركا العلواني يكمل حديث لقلاقه stork ووصلت الوكالة على الساعة الواحدة وسبع وثلاثين دقيقة ...

وجدت شيخا تعامل معي كأنه مدير عام السوبراتور نهرته فصمت وتوجهت إلى شاب تذكر أنني جءت البارحة للوكالة وتمعن في تذكرتي وقال لبلادتي بصوت رخيم " أستاذ راه قطعليك من طنجة عبر البراق ونسى ما قطعلكشي الكار من هنا " كأن تكريمي في تطوان انهار علي ولم أدرك ماهية ما سيقع لي ،طلبت منه تدارك الأمر وكذلك كان بعد أن ضاع الوقت والمال ، توجهت إلى المحطة وركبت سيارة أجرة عابرة للمدن فوجدتني أمام داعشي يطلق سورا جهادية عبر هاتفه ومذياع سيارته ويرمقني عبر مرآة عاكسة بنظرات متثالية كرصاصات تنطلق من فوهة مدفع رشاش ، وما إن وصلت طنجة ،صليت في هرولتي صلاة الحمد ،وقرأت ادعيات الإستغفار على بلادتي

هذا النص كتب الآن بالبراق الذي أسرى بي من ثقتي إلى بلادتي