رأي

خالد الخضري: " قالو له: بوك طاح في التوفري.. قال ليهم: راه من الخيمة خْرج مايل"

وقفة احتجاجية ومظاهرة سلمية أمام سينما "ريتز" الخميس بالدار البيضاء

1 – هل السينما وسيلة للارتزاق ونهب أمول الدولة والغير؟

 تفاجأتُ أنا وعدد من المشتغلين في الفيلم السينمائي الروائي الطويل (التوفري) الذي أخرجه مصطفى فاكر وصُوِّر بتارودانت سنة 2017.. إنتاج شركة "مزودا فيزيون" لصاحبها سعيد مرنيش أوطالب بالدارالبيضاء، بدعوتنا إلى العرض ما قبل الأول ليومه الخميس: 28 مارس 2019 بنفس المدينة!؟ رغم أنه لم يوف بالتزاماته المادية نحونا حيث لم يمنح لبعضنا ولا درهما واحدا من مستحقاتنا المالية التي تم التوافق عيها بواسطة عقود مصادق عليها.. أو لم يكملها رغم مرور حوالي سنة ونصف منذ تصوير الفيلم! ويتعلق الأمر بي شخصيا ككاتب سيناريو إلى جانب أخي عبد الباسط الخضري.. بل أنا شخصيا ساهمت في تمويل بعض المشاهد وإفطار طاقم الفيلم في اليوم التالي للانتهاء من التصوير ولدي من الوثائق ما يثبت ذلك. ولم أتسلم منه ولا درهما واحدا!!؟؟ ومن الفنيين والتقنيين الذين طالهم هذا الحيف: ثريا العباسي وزبيدة شوقي (الماكياج).. كبير سميح (الكهرباء) وبطلة الفيلم الممثلة الفنانة نجاة خير الله...

هذا رغم أن المنتج المذكور حصل على ثلاث دفعات من المركز السينمائي المغربي كمنحة لدعم إنتاج الفيلم بمبلغ: 255 مليون سنتيما. كما حصل على 52 مليون سنتيما مقابل بيع حقوق بث الفيلم للقناة التلفزيونية الأولى. ليصبح مجموع أموال الدولة التي حصدها من وراء هذا السيناريو دون أن يوفي بالتزاماته المادية نحو من ذُكر جميعا:307 مليون سنتيما!!

 الشيء الذي حدا بنا إلى مقاضاته وتوجيه عدد من الإنذارات والشكايات ضده إلى المركز السينمائي المغربي، الذي قام باستدعائه يوم الإثنين 25 مارس المنصرم آمرا إياه بدفع جميع المستحقات المالية لأصحابها تحت طائلة منعه من استغلال الفيلم مستقبلا. وإذ أشكر المركز السينمائي على هذه الخطوة، أؤكد أن المنتج المذكور ابتغى فقط بعرض الفيلم في قاعة سينمائية ولو بغير جمهور، الحصول على الشطر الثاني من مبلغ بيع حقوق بثه للقناة التلفزيونية الأولى بما قدره 52 مليون سنتيما من مجموع السعر الإجمالي والذي هو (104 مليون سنتيما).. لأن هذه القناة تشترط أن يعرض الفيلم في القاعات السينمائية كي تسلم المنتج نسبة الخمسين في المائة المتبقية من مبلغ البيع. وبهذا السلوك وإصراره على تنظيم العرض ما قبل الأول، فإنه يعلن تحديه:

- أولا: لكافة المتضررين المذكورين غير عابئ بأحاسيسهم ومعاناتهم وهم يرونه يلهف ملايين الدراهم من وراء هذا العمل الذي تعبوا فيه ومن أجله، مقابل حرمانهم من حقوقهم ظلما وعدوانا منه.

- ثانيا: تحد للقانون لأن هذا الفيلم حاليا، موضوع نزاع قانوني وموجهة بشأنه شكاية إلى السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالبيضاء بتهم "النصب وخيانة الأمانة وتبديد أموال عمومية" مسجلة في فاتح مارس 2019 تحت رقم: 142/3101/2019.. وبالتالي فالمبدأ القانوني يمنع التصرف في العمل موضوع النزاع إلى حين البث فيه.    

- ثالثا: تحد للمركز السينمائي المغربي الذي حاول ولا يزال بطرق حبية ردعه عن سلوكه وأمره بأداء الحقوق المادية والمعنوية لأصحابها.

 كل هذا والمنتج المذكور ماض في تعنته وتحديه للجميع وكأننا لسنا في دولة القانون، بل في غابة يلتهم فيها القوي الضعيف.. رغم أننا لسنا ضعفاء ولكننا فقط مسالمون وسلميون نحترم القانون ونلجأ إليه وإلى الإعلام الوطني والرأي العام حتى ينتصر الحق على الباطل. علما بأن هناك بعض المتضررين مصرين على تنظيم وقفة احتجاجية ومظاهرة سلمية أمام قاعة سينما "ريتز" مساء اليوم لمنع عرض الفيلم.. الشيء الذي قد يضر بهذه القاعة في حال إذا لم يتم تأجيل العرض أو منعه لأسباب أمنية. وهكذا لن يتبق لنا إلا السينما وسيلة للارتزاق والتهام حقوق الغير رغم جميع المبادئ والأعراف الإنسانية والمهنية والقانونية...     

  2 – ملصق بدائي وأخطاء قاتلة

كل هذا والمنتج المذكور يتصرف بمفرده في هذا العمل ويقرر عرض الفيلم دون إخباري ولا حتى استشارتي، رغم اكتسابي لتجربة وخبرة لا يستهان بهما في الصحافة والإعلام والتمرس في إنجاز أغلفة الكتب والكاتلوغات والملصقات... فأنجز – أي المنتج – ملصقا بدائيا يفتقر إلى أدنى اللمسات الإبداعية من حيث اقتصاره فقط على صورتين من الفيلم واحدة فوق أخرى، مع إنزال اسمي في أسفل درجة بالملصق وبحجم وخط أصغر مما كتبت به بقية المعلومات أعلاه، وليبقى اسم شركنه بارزا  بحروف كبيرة في أعلى الملصق وكأنها الكل في الكل..

كما ارتكب خطأين فادحين أولهما موضوعي يتمثل في إسقاط اسم السيناريست الثاني عبد الباسط الخضري بدعوى أن العقد موقع بيني وبين المنتج، رغم أنني وافيته عبر الإيمايل بإشهاد مصادق عليه أقر فيه أن سيناريو فيلم (التوفري) كتبه كل من: خالد وعبد الباسط الخضري.. وبهذه الصفة تم دفع مخطوطته للجنة الدعم السينمائي المغربي.

 أما الغلط الثاني والذي لا يقل فداحة عن سابقه وهو ذو صبغة شكلية، فالعنوان مكتوب بحروف لاتينية خاطئة تماما، حيث سبق لي أن كتبت في مقدمة مخطوطة السيناريو المدفوعة للجنة الدعم السينمائي المغربي، شارحا كلمة "التوفري" بأنها تعني تلك الحفرة الواسعة التي تحفر وراء البيت بالبادية بإقليم دكالة، قصد تبريد المواد الغذائية والاحتماء برطوبتها وقت اشتداد الحرارة.. والكلمة مشتقة من اللغة الفرنسية التي تعني: "الكل بارد" Tout frais وليس TOUTFRAIS ملتصقة كما هو وارد بالملصق. وهكذا حل العنوان فارغا لا يعبر عن أي شيء!! لا هو عربية من باب أولى.. ولا حتــى دارجــة مغربيــة.. ولا

أمازيغية.. ولا فرنسية.

 كما كان "التوفري" يستعمل في مرحلة الاستعمار ملجأ لاختباء واجتماع المناضلين من أبناء القرية وتخزين الأسلحة.. وخندقا للكر والفر والكفاح بصفة عامة... وهذا هو المحور الأساسي للسيناريو - وليس الفيلم - الذي لا يداخلني أدنى شك في انحرافه عن هذا المحور النضالي الجميل.. كما أتوقع له وبنسبة كبيرة تفوق ال 50 في المائة، أنه سيكون دون المستوى، نظرا لحضوري جزءا كبيرا من التصوير حيث عاينت بنفسي بخلا وتقتيرا كبيرين في الإنتاج، الشيء الذي لن ينعكس إلا سلبا على الفيلم.. ويكفي دليلا أنه لم يقع عليه الاختيار للمشاركة في المسابقة الرسمية في المهرجان الوطني للفيلم الذي نظم مؤخرا بطنجة. من هذا الإقصاء ومن عنوانه الفارغ المصاغ بحروف لاتينية خاطئة، يظهر العربون.. وعلى رأي المثل المغربي: "قيل له إن أباك خر ساقطا. رد: إنه من الخيمة خرج مائلا "