قضايا

الوجه و القفا... "هسبريس" تستأجر غرفة في بيت الصحافة المغربية و فيلا في دولة الإمارات

عبدالعزيز المنيعي

يبدو أن موقع "هسبريس" يقضي وقته معنا فقط، ويستأجر غرفة فسيحة في بيت الصحافة المغربية، وينتفع من منافع حُرم منها حتى أبناء المهنة الحقيقيين الذين يعيشون الضنك والتقتير، فيما ينعم الموقع المذكور بكل الامتيازات من دعم و إشهار حكوميين، ومن مؤسسات عمومية "مواطنة"، والله أعلم.

هذا الموقع الذي يستأجر غرفة هنا، يقطن في "الفيلا"، مفروشة بأحدث الأثاث ومجهزة بكل ما يلزم، ذلك أن " هسبريس" موجود ضمن نطاق دولة الإمارات العربية المتحدة، مسجل بالاسم و المالك وبكل ما يحتاجه موقع إماراتي من ترخيص لمزاولة المهنة هناك وليس هنا.

الحقيقة أننا، في هذه الحالة، ونحن أمام من يغشنا، وينهش في لحمنا، مادام ينهش في لحم الوطن، لا مجال للتراجع عن المطالبة بفتح تحقيق عاجل من أجل كشف تفاصيل هذا التواجد الإماراتي لموقع إعلامي مغربي يستفيد من الدعم العمومي المغربي، ويمارس "المهنة" في المغرب، ويباهي بعدد قرائه المغاربة.

فلا بد من الوقوف مليا أمام مثل هذه الواقعة الشاذة و المريبة، والتي تجاوزت حد الشبهة إلى ثبوت التهمة بالبيع والشراء في ذمة الوطن.

فالموقع المذكور، الذي خصص المقالات تلو المقالات لزيارة البابا للإمارات، وطبل وصفق وزغرد بالصوت و الصورة. كان خجولا وهو يغطي الزيارة التاريخية للبابا للمغرب، وتفاصيل استقباله من طرف الملك محمد السادس، حتى نداء القدس نال قليلا من الإنتباه، زد على ذلك تلك التغطيات الخجولة لزيارة الملك عبد الله الثاني والبيان الناري و القوي الذي صدر عن العاهلين المغربي والأردني.

كل ذلك قد يكون في خانة "الخط التحريري"، لو كان الموقع لديه خط تحريري، لكنه مجرد بوق يصيح ويطبل لخروج ولي العهد السعودي لصيد النمر العربي، ولا ينتبه ويركز على إنجازات الوطن.

السؤال هو، هل "هسبريس" المغربية هي نفسها الإماراتية؟

نقول نعم هي "هسبريس" نفسها، فالفيلا هناك لمراكمة الثروة وتحسبا للحظة تقاعد سمينة، والغرفة هنا لمتابعة عملية النهش و العض واكل لحم الوطن... بكل بساطة إنهم يعملون على معاشهم ومعاش "تريكتهم"..

لك الله يا وطني، كم كثر النهاشون والمستذئبون وبياعو الذمم والمتاجرون فيك ...هم من يصيحون بأعلى أصواتهم ويصنعون الهالات..

لك الله يا وطني، ولك من يحميك لكن السؤال واجب والتحقيق أكيد وتوقيف العبث بالمهنة لا مفر منه... الرجاء تنقية الصحافة من السخافة والمتهافتين على البلاد والعباد.