قضايا

بدون منافس... و بـ "الكراطة"

إدريس شكري

لا أحد، في الحركة الشعبية، يمكن أن يجازف بمنافسة محمد مبديع في رئاسة الفريق، و  أكثر من ذلك في تولي منصب منسق فرق الأغلبية في مجلس النواب، لأنه سيكون من غير المنطقي، إغضاب نائب برلماني، ظل دائما متشبثا بالمناصب، من رئاسة بلدية الفقيه بنصالح، التي  عششت فيها الخروقات، إلى رئاسة فريق، يبدو منهكا "سياسيا"، و يفتقر إلى "البروفيلات"، التي يمكن أن تنافس شخصا يُبدع في إقامة المواسم، كل ربيع، ويدعو لها الجميع، و على رأي المثل الشعبي: " عروق المحبة تينبثوا في الكرش"، و الأكيد أنها تزهر في القلب.

و لقد أزهرت، هذه المرة، أيضا، استمرار، مبديع في رئاسة الفريق، كما تم الإعلان عن ذلك، رسميا، الخميس، بعظمة لسان، حبيب المالكي، من دون أن يضطر إلى استعمال رأسه، في نطح الأمين العام للحركة الشعبية، امحند العنصر، وذلك خلافا لمحمد أوزين، الذي نبث له، منافس، مما اضطره إلى استعمال العنف ضد خصمه، لردعه على الاستمرار في منافسته، ليضمن بذلك الاستمرار في منصبه كنائب خامس للرئيس الغرفة الأولى من البرلمان.

و بدون منافس، أو حتى مع وجود خصم قوي، فإن الممارسة السياسية في قلب المؤسسة التشريعية، تنتحر على سلم الديمقراطية، بفعل الطموحات المرضية لأشخاص، ألقى بهم الزمان في حضن البرلمان، فنمت مخالبهم لتفترس ما تبقى من "السياسة أخلاق"، لتصبح بذلك، مجرد "كراطة" تفسح الطريق أمام الكرة لتتدحرج، بقوة، على رقعة المصالح الذاتية والأنانيات المرضية، التي ألحقت الكثير من الأعطاب بمشهد سياسي يبدو أنه أصبح غير قابل للتأهيل، في ظل استمرار كائنات انتخابية، تفتقر إلى أية رؤية يمكنها أن تعيد البلاد إلى "زمن السياسة"، الذي يزرع الأمل، ويعيد الثقة إلى الناخبين من أجل أن يمارسوا حقهم في الاقتراع.

فهنيئا لمبديع و أوزين المنصبين...