عبد الدين حمروش: الشاعرة ندى الحاج في بيتنا: يا مرحبا، يا مرحبا

قدمت، هذا الصباح، من مدينة الفقيه بنصالح، رفقة الصديق الباحث جمال بندحمان. وفي إحدى محطات الاستراحة، على الطريق السيار، توقفنا لأخذ قسط من الراحة. وبمجرد أن فتحت صفحتي على الفايس، قفز إلى بصري اسم الشاعرة اللبنانية ندى الحاج. رجعت إلى الوراء بذاكرتي، إلى التاريخ الذي تعرفت فيه على الشاعرة، من خلال تَصفُّحي لصفحتها وبعض نصوصها. لا أخفي أن الفضول كان سيد الموقف، وبخاصة عند معرفتي بكونها ابنة الشاعر المعروف أنسي الحاج. بصراحة، لم أنشدّ إلى نصوصها، يومئذ، على الأقل تلك المنشورة بصفحتها (وهي محدودة العدد بحسب ما أسعفني به الوقت والمقام)..

بعد ركوبنا السيارة، سألت الصديق جمال أسئلة عابرة حول قدوم الشاعرة إلى المغرب. منذ تلك اللحظة، لم أتوقف عن فتح صفحتي على الفايس بين الفينة والأخرى: كان الاهتمام منصبا على الشاعرة اللبنانية، وعلى لقاءاتها الشعرية بالمغرب، في أكثر من مدينة...والمفارقة أن من بين ما أثارني، فعلا، هو تلك العبارة التي تمّ بها تقديم ضيفة وزارة الثقافة: سليلة بيت الحداثة الشعرية (على ملصق دار الشعر بمراكش). هكذا، أصبح الشعر والحداثة يورثان؟! لا أخفي شيئا، إن قلت إنني وجدت هذه العبارة التقديمية أكثر تقليدية من كل الشعر التقليدي..إضافة إلى ذلك، فالعبارة عامة، لا تنفذ إلى صميم تجربتها، إن كانت لها تجربة تستحق أن تُذكر.

عدت إلى البيت في المحمدية، وجددت صلتي ببعض نصوصها. وحتى أكون منصفا، لا أدعي إحاطة بمجمل تجربتها الشعرية، التي تعددت فيها الدواوين. ومع ذلك، فالنزر اليسير، مما أمكنني الاطلاع عليه من نصوصها، وجدته باهتا إلى حدّ بعيد.

- قلت لنفسي: أنت " بّا حمروش" رجل تقليدي، لا تحب إلا الشعر التقليدي...

- ولكنني...

- لا عذر لديك أيها العبد الضعيف..

.................................................

- يا علماء الشعر ونقاده، يا مبدعيه ونقاده: افسحوا لي الطريق إلى شعر "سليلة بيت الحداثة الشعرية" في ما يقوله المقطع التالي (من حوار لها في ملحق الاتحاد الاشتراكي):

كل ما في الأمر أني عرفت الحب قويا

وأن الإعصار لم يعد يهزني

وأني صرت ابنة الشمس

صنو العصفور وشذى القمر

لم تعد الريح تستهويني ولا صوتها يخيفني

صوت الوعد وحده يهمس أن أسير

مطمئنة في النور.

-هذا جهدي: "شعر" أقرب إلى التوسل والمناشدة..

أهذه هي من تضرب لها الخيام؟

أرجو أن تكون ذائقتي معطوبة إلى هذا الحدّ...

اللهم لا ادعاء!!!