تحليل

عن مسيرة التهافت... الراكبون على ظهر الضوء مصيرهم صعقة المصالح الذاتية

عبد العزيز المنيعي

قبل "مسيرة" الأحد بالرباط، كتبنا في "كفى بريس" عن خدعة أحمد الزفزافي الذي لا يريد سوى وجه إبنه ومن خلاله وجه الدولار والاورو وما جاورهما من عملة صعبة. كما انه لا يريد سوى وجه الشهرة واللمعان في واجهات المواقع الإخبارية التي تتوفر على طبل أكبر من "كتافها" تطبل فيه ضدا على سمفونية الوطن البليغة.

كتبنا أن والد الزفزافي لم يكتف بالتشكيك في نزاهة القضاء، بل تجاوز ذلك إلى التحريض على التظاهر، في مغامرة غير محسوبة العواقب، ناسيا ان قضية ابنه و من معه  ليست قضية رأي عام، و انما قضية نفر نصبوا انفسهم ضد المصالح العليا للوطن.

ونتائج المسيرة وما تخللها من إرتباك ومحاولات الإنقضاض عليها وتسخيرها لمصالح كل طرف فيها، أبانت أن مغامرته فشلت وانقلبت عليه وعلى من دعى إليها.

قلنا أيضا في "كفى بريس"، أن دعوة مسيرة الاحد 21 ابريل لن تلقى أي صدى، و لن يشارك فيها الا الذين في قلوبهم مرض، أو مصالح صغيرة زائلة، لأن المواطنين لا يتفاعلون مع مجرمين، انخرطوا في مؤامرة زرع الفوضى، و ركبوا على حراك اجتماعي من أجل المس بأمن البلاد و سلامة العباد.

وهو ما كان بالفعل، تلك الإنقسمات و التجاذبات والمطامع في ترؤس المسيرة ورفع صورة هذا دون ذاك و"الغوات" بهذا الشعار دون غيره، وتشردم المشاركين إلى شيع وطوائف كل واحدة تجر لجهتها، أبان بالفعل أن من دعى لهذه المسيرة لا يريد سوى تلبية أطماع ذاتية ومصالح مادية ملموسة عبر رسائل "حقوقية" ملغومة..

قلنا أيضا أنه مهما تفنن مخرجوا هذه المظاهرة او المؤامرة، فلن تحقق الإقبال لانها مجرد تبشير بمسلسل فاشل سيلقى نفس مصير المسلسلات السابقة.

تلك كانت كلمات "كفى بريس" قبل المسيرة بأيام، وهي اليوم واقع امر يعيشه مناصري "التخربيق" والراكبين على ظهر الوطن، لكن الوطن أعلى من أقدامهم النتنة.

قلنا ساعتها، أن الهبال ركب أحمد الزفزافي، لكننا اخطانا في هذه، لأنه ليس وحده من ركبه الهبال بل كل من دعى وشارك وساهم في الكشف عن هذا الوجه الذميم..