قضايا

قفة ملحد...

المصطفى كنيت

أطلق بعض النشطاء الفيسبوكين مع بداية شهر رمضان حملة تحت اسم " قفة الملحد "، تستهدف جمع التبرعات لغير الصائمين، رغم أن لا أحد اتهمهم بالإلحاد، أو اطلع على ما في قلوبهم، ولا أحد منعهم من الأكل والشرب والتدخين أو حتى ممارسة الجنس.

والواقع أن الإسلام رخص الإفطار في حالات محددة، من دون أن يجبر الباقين عن الصوم أو الأكل، أو ينص على حد للإفطار في رمضان إلا ما كان من اجتهاد الفقهاء في إطار القياس.

وكما يقول المغاربة:" كل نعجة تتعلق ( بالكاف المعقوفة) من كراعها"، و " كل واحد يدفن باه كيف ما بغا"، غير أن نشطائنا أبوا إلا أن يحولوا "الإفطار" إلى فرجة مجانية بساحة الأمم المتحدة بالدار البيضاء، و سيحضرون "قففهم" شاحذين الصائمين أن يملؤها لهم ببعض ما يجودون به عليهم في هذا الشهر الكريم، وأراك للفراجة...

هكذا تفتقت حماقات هؤلاء على محاولة افتعال أزمة الأكل في رمضان... إمعانا في استفزاز مجتمع لم يعد يلتفت إلى ترهات أشباه الرجال وأشباه النساء أيضا، و نكرات لا يكاد المواطن يراهم حتى بالمجهر.

لدينا الكثير من الأصدقاء الذين يفطرون رمضان عن قناعة، من دون أن نحمل لهم أي غل في قلوبنا أو أن نعاتبهم مجرد عتاب، لأنهم يمارسون قناعتهم بدون رياء، و لا حاجة لاستعراض مواقف زائفة.

ومع ذلك لا بأس من أن نترك لنشطائنا الفرصة، للقيام بهذا الاستعراض، لنرى إن كانوا يتوفرون على قفة من " الدوم" تصمد في وجه تقلبات الزمن أم على مجرد أكياس بلاستيكية، لا تطيق حمل ما سيجود به عليهم الصائمون من صدقات.