قضايا

الملك الحسن الثاني ...عقدة بوتفليقة ( فيديو)

عبدالعزيز المنيعي

بصمت التاريخ العديد من الحالات المميزة جدا، سواء بالإيجاب أو السلب، كحالة هتلر وحالة موسوليني، وقبلهما نيرون وأباطرة الروم وفراعنة مصر وحكام فارس، وكحالة غاندي و باتريس لومومبا و محمد الخامس ونيلسون مانديلا، والعديد من القادة، الذين انتهى بهم المطاف، في واجهات التكريم أو في مزابل التاريخ.

هناك حالات قادت شعوبا إلى الهاوية، لأسباب ذاتية محضة، لا لها بالتوازنات السياسية وما إلى ذلك من الخطابات الكبيرة.

وهناك قادة حكموا دولا وتورطوا في صراعات طاحنة عمرت أطول منهم لأسباب لا تتعدى حدود الحقد و الغل و الغيرة والكراهية الشخصية.

من بين هذه الحالات التي كانت واضحة للعيان، حالة الرئيس الجزائري المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، الذي لم تكن عقدته تجاه المغرب بالأمر الخفي، بل كان كل العالم يعرف ذلك، ويعرف مقدار الكراهية التي يكنها للمغرب، وخاصة للملك الراحل المغفور له الحسن الثاني.

لكن الحقيقة التي لم يكن يعرفها أي من السياسيين في العالم، هي أن بوتفليقة مغربي أكثر من المغاربة، وكان حلمه بأن يقف على قدم المساواة مع المغفور له الحسن الثاني، وهو ما جعل نار الحقد تحرق ما تبقى من عواطف لديه، بل إن بوتفليقة، حسب تحليلات المتخصصين، كان يأمل فقط في أن يراه الراحل المغفور له الحسن الثاني.

الذي لا يعرفه العالم، أن بوتفليقة كان يكيد للمغرب فقط لكي يعرف المغاربة انه موجود، وكان يعادي الراحل الحسن الثاني و لا يترك فرصة تمر دون أن يمرر له رسالة مشفرة، فقط لكي يعرف المغفور له الحسن الثاني، وجود رجل يمارس السياسة في الجزائر إسمه بوتفليقة.

أقرب ما يمكن أن توصف به حالة بوتفليقة، أنها نموذج يجب، كما قال المختص، أن يأخذ به علماء النفس في دراسة الحالات النادرة.

بوتفليقة، إبن وجدة والذي لا زال يدين لصاحب "صاكا" في الناظور، بثمن علبة سجائر، وقع معه، ما وقع مع ولد الدرب الذي عاش الضنك وكان "ناس الحومة" يساعدونه ويدعمونه من أجل أن يعيش بينهم. لكن ولد الدرب البسيط و الفقير، الذي كان يقبل الصدقة من الجيران والأهل والأصدقاء، حمل جواز السفر تدحرج م إلى أقرب باخرة، بمجرد ما أتيحت له أول فرصة للهجرة.

وبعد سنوات طويلة، لم يعد ولد الدرب كما كان، بل صار صاحب مال وأعمال، وأراد أن يمسح ماضيه فقتل حاضره و حاضر شعب برمته، حين زج بالجزائريين في حروبه النفسية وحاول توريطهم في عقده العميقة.