قضايا

ربيع ... الخليع يطول أكثر من اللازم

المصطفى كنيت

كاد مكتب ربيع لخليع الغارق في الديون، و لم تعد تسعفه إلا الزيادة في ثمن التذاكر، عن طريق استغفال المسافرين، و الساهمة قطاراته في التأخير، حتى أضحت: " مواعيد عرقوب لها مثلًا ... "، ( كاد) أن يقيم الدنيا، لكن أبت إلا أن تقعد له، لما علمت أن كل ما جاد به على الراكبة رقم مليون، في "البراق" هو بطاقة سفر مجانية بالدرجة الأولى على متن هذا القطار الفائق السرعة، صالحة لمدة 3 أشهر، وكأنه يريد بذلك أن يفرض عليها القيام برحلات مكوكية يومية، وأن تترك عملها كأستاذة، و تهمل أسرتها، كربة بيت، لتعيش جحيم السفر كل يوم.

في الحقيقة، أنني شخصيا " تخلعت" عندما أعلن المكتب عن هذه المفاجأة، و غبطت هذه السيدة، خاصة وأن رقم "مليون" له وقع خاص في نفوس المغاربة.

وعندما علمت بأمر الجائزة، شغلت نفسي كثيرا في تخمين ما يخفيه المدير العام  للسكك الحديدية، الذي عمّر على رأس هذا المكتب الوطني طويلا، من مفاجآت، بل إنني عاتبت نفسي لأني لم أغامر بشراء تذاكر سفر "البراق" لأجرب حظي، عل و عسى أن يبتسم لي "الزّهر"، تماما كما يفعل أي مقامر محترف في الرهان على الخيول أو الكلاب أو نتائج مباريات كرة القدم.

لكن عندما علمت بماهية الجائزة، استفقت من حلم تمادى في اختلاق الأوهام، وشكرت الله أني لم أكن كمن "ضيّع في الأوهام عمره".

لقد عاصر الخليع حكومات إدريس جطو وعباس الفاسي و عبدالإله بنكيران و سعد الدين العثماني،  متحصنا داخل عربة قطار، صنعها بنفسه، وركبها منذ 2002، من دون أن يلحق به أي أدى، سواء زاغ القطار عن سكته و أوقع قتلى وجرحى أو أخلف مواعده، مع كل ما يسببه ذلك للمسافرين من أضرار جسدية ونفسية..

و يبدو أن هذا الربيع طال أكثر من اللازم إلى درجة أن أوراق أزهاره بدأت تتساقط، ولم تتبقى إلا العروش خاوية، و لن تجد من يُنبتها من جديد، بعد أن نتف الخليع ما تبقى في جيوب مستعملي القطارات من دراهم.