رأي

محمد امين بنيوب: إقتراحات لتوقيف حروب العشائر المسرحية ومسلسل سامحيني الذي لا ينتهي

ضمن كتاباته التي دأب عليها المؤلف و الناقد المسرحي محمد امين بنيوب، والتي يصطلح عليها بأنفاس انا الموقع أعلاه و ليس أدناه.

نشر تدوينة، على حسابه الخاص بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، في محاولة لرأب الصدع الذي تسببت فيه نتائج الدعم المسرحي، في شق التوطين و الإنتاج و الترويج، الذي أعلنت عنه اللجنة.

وجاء مقال بنيوب كالتالي:

رأيي يلزمني. يعبر عن قناعاتي وحرية تفكيري كفاعل ثقافي ومسرحي وستة اقتراحات استعجالية لتوقيف حروب العشائر المسرحية ومسلسل سامحيني الذي لاينتهي..

ترددت كثيرا في كتابة هذا النفس. أصبح الكل يمتلك خبرة واسعة في موضوع الدعم وسياقاته كما يعطي حلولا سحرية لمعضلاته. لقد كتبت عن هذا الموضوع عشرات المرات.بدا لي أننا نلف في حلقة مغلقة.مع كل موسم مسرحي جديد.نشارك في نفس اللعبة، بنفس الأسئلة،بنفس الإكراهات.طبعا النتائج تكون في غاية مايكون.تتبعوا معي هذه المشاهد العجيبة :

 1.تكوين لجان الدعم في آخر لحظة دون وضع تقرير تركيبي للجان السابقة ونشره علانية.

2. إعلان الدعم وسط بداية السنة الجديدة.

 3.احتجاجات..بلاغات شديدة اللهجة.

4..توقيع العقود مع وزارة الثقافة.

5.التسابق للمشاركة في التظاهرات المسرحية الوطنية.

 6. بداية إنجاز أعمال الفرق المسرحية خلال عطلة البحر.

7.القاعات مغلقة شهرغشت.

 8.بداية الدخول المدرسي.

 9.موسم يختزل في شهري أكتوبر ونونبر.

10 افتتاح الموسم المسرحي بشكل كافكاوي.

11. تكوين لجنة انتقاء المهرجان الوطني في آخر لحظة.

 12.احتجاجات الفرق عن عدم اختيارها في المهرجان.

 13.تطاحنات وتخوين اللجنة.

 14.بلاغ رسمي للوزارة عن الفرق المسرحية المشاركة في مهرجان تطوان.

 15.تشكيك واحتجاجات مرة أخرى.

 16. تشكيك في نتائج المهرجان

17. تتويج الفرق المسرحية .. وانتظارها أربعة أشهرللحصول على مستحقاتها.

 18.  صمت يليه احتجاج.

  19. انتظار الفرق المسرحية  لدفعات الدعم برسم الموسم السابق مع وضع ملفات جديدة..

20 إعلان نتائج الدعم مع فاتح رمضان.

 21 .حرب البلاغات والتدوينات والعودة من جديد لثقافة التشكيك والتخوين ..

بعدها، الكل سيشارك في اللعبة حسب ماتسمح به أجندته. ستلجأ الوزارة لورقة شراء العروض.نوع من لهاية الأطفال.. ويعود من جديد صوت الاحتجاج الذي لايقهر..والتخوين الذي لايتراجع.. [ظلام ..آنتهى المشهد]

يبدو لي أن مسلسل سامحني داومنا عليه  منذ بداية مسلسل الدعم سنة 1999.بالرغم من تواجد اقتراحات مهمة من طرف المهنيين  ولم تأخذ بعين الاعتبار.أحيانا أشك جازما ..يتم الاشتغال في ضوء النهار من أجل التقدم..ليلا هناك خفافيش تشتغل في صمت لتهديم ماتم بنائه على المكشوف.هذه ثقافة مغربية ممتازة. مزيدة ومنقحة....بناء ..تهديم ...تشكيك . الكل يتهم الكل. من المسؤول ؟؟ الله أعلم ..مشاريع ..برامج ..ضعف المغاربة كونهم يهابون التقييم ووضع  يدهم على الجرح في المكان المعطوب والمصاب..

بناء غير مكتمل عوج… يتم تعديله بشكل عشوائي... النتائج كارثية ... هذا ما يسميه فقهاء السياسات العمومية بالأحكام الانتقائية والعشوائية والمزاجية في تدبير الشأن العام… أسس التدبير مرتجة، النتائج مختلة..الاتهامات متبادلة.

للخروج من هذا المسلسل الذي لا ينتهي، وخلق جو من الثقة ما بين الوزارة والمهنيين. أقترح ما يلي :

1.دعوة السيد وزير الثقافة د محمد لعرج كافة المنظمات المهنية المسرحية في اجتماع استعجالي،غايته خلق حوارإيجابي وبعث مساحات من الثقة المتبادلة وإنقاد ماتبقى من الموسم المسرحي. مع توقيف كل أشكال التشكيك في لجنة الدعم.

2. اتخاد وزير الثقافة إجراءات استثنائية في ما يخص الرفع من تكلفة الدعم للفرق المتضررة وإنصاف الفرق المسرحية التي أقصيت من برنامج التوطين والانتاج وتوسيع قاعدة الفرق المسرحية  في الشطر الثاني من الدعم.

3.تقييم برنامج الدعم المسرحي منذ 1999 حتى 2018  كما وكيفا. ونشر كتاب مرجعي يوثق هذه التجربة  سياسيا،إبداعيا،تسييريا وماليا،بمافيها نشركل الفرق المسرحية الاحترافية والمبالغ المحصلة عليها، إنتاجا وترويجا وتوطينا وشراء، حتى نحد من خطاب الريع  المنتشر في الأمكنة والذي يسيء للقطاع المسرحي ويجعل من مبدعيه منزلة في منزلة الصيارفة في أسواق البورصة..

4. وضع مشروع جديد لنظام دعم مسرحي متوافق حوله في غضون شهر.

5. إخضاع برنامج شراء العروض المسرحية حسب دفتر تحملات مدققة، انسجاما مع المادة 26 من المقتضى الدستوري والذي ينص بشكل صريح ،على دعم السلطات العمومية للثقافة والفنون بشكل ديمقراطي ومستقل ومهني.

6. التقكير في وضع برنامج  جهوي لدعم الفنون والأنشطة الإشعاعية بهدف تحقيق العدالة الثقافية المجالية و لكي تتمكن كل المؤسسات المدنية الفنية والثقافية من تحقيق مشاريعها وبرامجها في تراب اشتغالها.

كيفما كانت العوائق والإكراهات، فالمسؤولية مشتركة في ما يشهده القطاع، ولازال سؤال الثقافة والفكر والفنون بحاجة لاختيارات سياسية وقادة فاعلون مبدعون لتنزيل كل مدونة الحقوق الثقافية والفكرية والفنية ومؤسسات الوساطة.غير ذلك فإننا ندبر اليومي والراهن ونسد الثقب حسب موازين الضغط، دون أن نشيد أساسا متينا لمشروع ثقافي ضخم ومنتج. كل توفيق.