قضايا

الباحثون عن ذهب "مناجم"... ينقبون في "عمق" وحل نياتهم

عبدالعزيز المنيعي

غالبا ما نسمع "حرايفي" في مهنة ما، يقسم أنها "شريفة"، و الأصل أن كل المهن "شريفة" لأنها تمنح ممتهنها الحد الأدنى من الآمان.

لكن عندما نقول إن الصحافة مهنة "شريفة"... فالقصد قد يختلف عن باقي المهن، لأن مهنة الصحافة تقتضي شرف الممارس، وليس ترقب الشرف كمنحة تعطى حسب الطلب و حسب الخدمات.

الصحافة مهنة "شريفة" لأنها تكشف معدن الناس، تكشف القادر على المساومة ولو في عرض البلد، وتكشف الذي يتستر خلف ستائر "الحقيقة" ليمارس مزايداته من أجل أغراض غالبا ما تكون آنية مرتبطة بالرصيد البنكي أو غيره.

أكيد أن أجواء رمضان والحرارة المفرطة لا تسمح بالدخول في مثل هذا التحليل الملتوي، الذي يتطلب صبرا مضاعفا من أجل متابعته، لذلك جواب الشرف في مهنة الصحافة، نوجزه في أنك بخبر صغير بسيط تستطيع أن تطوي المسافات، وأن تغير مصائر، وأن تملأ الفراغات خاصة إذا كانت أرصدة تحتاج إلى النفخ.

اليوم تتطاير بعض الأخبار عن شركة مغربية، انتهت بكشف الحقيقة والتفاصيل من هذا الطرف و من ذاك. ولم يبق في الأمر شائبة أو لبس، إلا لمن لم ينل مطامعه من حادثة تعتبر بالنسبة للبعض "دجاجة بكامونها" لتصفية حساباتهم انطلاقا من "الموقع" الذي يوجدون فيه.

لم يكفي هؤلاء تصريح السلطات السودانية، التي أكدت جدية" مناجم المغرب"، ومصداقية عملها، في بلاغ رسمي، فسارعوا إلى تلقف خبر عابر عن عمال يطالبون بتسوية ملفاتهم الاجتماعية.

أخبار أخرى تتلاطم على خد الحقيقة، وتندب حظها، لأنها وقعت بين أيدي من لا يرحمون لا وطنا ولا مواطنا، يسيرون في اتجاه الهدف مباشرة حتى ولو كان في طريقهم كبد الأم يتحرق شوقا، أو حتى قلب الأب ينبض بالمحبة.

لذلك نسأل هل فعلا الصحافة مهنة "شريفة"؟

الجواب بكل بساطة: نعم، مهنة شريفة لأنها تكشف الوجوه و تختصر المسافة لتذيب المعادن المغشوشة تحت لهيب الحقيقة.

وختاما نسأل لماذا هذا التشويش؟

 ولمصلحة من هذا التشويش؟

وإلى أين يوصل هذا التشويش المجاني؟...

الجواب دائما في النوازع والنوايا والكفارات التي تلي كل ذلك، وحتى الاستغفار، الذي يلي كل واقعة إثم في حق شخص أو وطن..