محمد بهضوض: دردشة رمضانية (11/30)

الدين (2/3)
***
الاعتقاد

الأسطورة هي، كما رأينا، خطاب يتضمن أفكارا وتصورات معينة حول نشأة الانسان ومآله، ما فتءت تتطور عبر الزمان. أي أنها تمثل، في النهاية، أشكالا من الاعتقاد . لكن، ماذا نعني بالاعتقاد في هذه الحالة؟

دون التيه في التعريفات، يبدو أن للفظ "اعتقد" في العربية و (croire) في الفرنسية، معنيين: الأول، يفيد اليقين ويرتبط عموما بالإيمان ب. "معتقد" ما؛ والثاني، يفيد الشك مثل قولنا "أعتقد أن الريال ستنتصر على البارصا"!

وهذا اللبس في المعنى هو الذي ما فتى يعطي، في تقديري، إلى لفظ الاعتقاد خصوبته الدلالية الفائقة. إذ حتى في حالة الإعتقاد على وجه اليقين بدين معين، الإسلام مثلا، ف"الحيرة" تظل قائمة، على رأي المتصوفة.

والاعتقاد أشكال وأنواع. لقد أعتقد الأقدمون: في قوة السحر على تغيير محيطهم، وفي وجود الروح في كل شيء (الأنيمية/الأرواحية)، وفي وجود آلهة وملائكة وشياطين في السماء، وفي أن الشمس تدور حول الأرض (..)

كما آمن المحدثون بمعتقدات شتى، مثل: التقنية والعلم، والدولة/الأمة ، والايديولوجيات المعاصرة (الديانات الدهرية)، والنجوم الكبار، والأساطير الحديثة كما ذكر، بله حتى الروحانيات الجديدة (الزن، العصر الجديد..).

ما يفيد بأن الإنسان في حاجة إلى الاعتقاد على كل حال، إن لم يكن في الله أو ماركس او هتلر، ففي ماكدونالد أو مادونا أو ميسي! المهم، أن يجد معنى ما لحياته. هل هذا المعنى حقيقي أم وهمي، أصيل أو مفبرك؟ لا أدري.

لكن المؤكد أننا أضحينا اليوم أمام عقائد شتى، لعل أبرزها معتقدين كبيرين ما فتءا يهدداننا، هما "الجهاد-ماك":الأول تمثله معتقدات الجهاد الاصولي، والثاني معتقدات الجهاد النيورأسمالي، التقني والتكنو-اعلامي، الحديث.

أمران أحلاهما مر. فما العمل؟ لعل الحل في الدين والروحانية، من يدري؟!