قضايا

البام: حرب مبادئ أم حرب مواقع أم حرب غنائم؟

المصطفى كنيت

ثمة غموض ما يكمن وراء معركة كسر الطعام بين قياديي حزب الأصالة والمعاصرة.

لا يتعلق الأمر فقط بحرب مبادئ، أو طموح لاحتلال الأمانة العامة، لأن المؤتمر الأخير لم يمض عليه وقت طويل، يستدعي "الإطاحة" بالأمين العام، حكيم بنشماس، بكل هذه السرعة، خاصة وأنه يرأس مجلس المستشارين، و قدّم من التنازلات ما يشفع له الاستمرار في قمرة القيادية، ولو مكتوف الأيادي.

وحتى إذا كان البعض يخوض هذه المعركة بحسن نية، بناء على قناعات ومبادئ، و رغبة في تصفية "تركة" إلياس العماري، فإن هناك من يسعى إلى حماية مصالحه الشخصية لا أقل و لا أكثر، أو لدرئ الشبهات عن ذمته النضالية أو المالية، خاصة وأن لا أحد يتوفر على معلومات دقيقة عن مالية الحزب، بما في ذلك رئيسة لجنة الشفافية والمراقبة المالية، فاطمة اليعقوبي، التي لا تزال تنتظر التوصل بالوثائق المحاسباتيه والتقارير المالية عن الفترة (2016ـ 2019).

وخلال هذه الفترة القصيرة، ظهرت أثار النعمة على بعض  الذين كانوا مقربين من إلياس العماري، من دون أن يعرف أحد مصدر كل تلك "الثروة"، منهم من انسل بهدوء، ومنهم من اختار الحياد في هذه المرحلة، ومنهم من "يناضل" من أجل أن يحتفظ بـ "الغنيمة" التي قد يكون إلياس العماري ائتمنه عليها، فاعتبرها مجرد نصيبه من الريع الحزبي، وليس مالا ينبغي أن يُضخ في الحساب البنكي للحزب.

و في خضم كل هذا، هناك من يحاول، بصدق، أن يحافظ على صورة الأصالة والمعاصرة، وأن يحيي الأسس التي بُنيّ عليها، أول مرة، و هو أمر لا يستقيم إلا بإبعاد، كل الذين حولوا الحزب، إلى مطية لتحقيق مآرب آنية ضيقة.

غير أن الصراع، داخل "البام" يتجاوز أحيانا المال والمبادئ ليتحوّل إلى تصريف ضغائن شخصية وأحقاد، فهناك من يريد أن يرد الصاع صاعين، لأولئك الذين استقووا عليهم منذ أن أحكم إلياس العماري، قبضته على الحزب، وأزاح مصطفى البكوري، قبيل الانتخابات، مهمشا الكثير من الكفاءات، التي فضلت المغادرة، فاتحا الأبواب على مصراعيها لكائنات انتخابية، تنتظر ـ اليوم ـ أول فرصة للفرار من صفوف "البام"، وفتح ذراعيها لمعانقة أي حزب يتوفر على حظوظ  للتنافس على الصدارة في الانتخابات القادمة.