قضايا

"لا احد" في مجلس المستشارين... لائحة مباراة توظيف فارغة تكرس الريع و"الطنز على ذقون المغاربة (وثائق)

عبد العزيز المنيعي

من "مغربات" الزمن السياسي "الريعي" المغربي، أن تجد في اوج المطالب الإجتماعية بالشغل و تسويات الوضعيات الإدارية من سلم كذا إلى سلم كذا، وما إلى ذلك من مطالب إجتماعية مشروعية بحكم إرتباطها باليومي والمعيش.

في عز هذه المطالب، تخرج علينا مؤسسة تشريعية بخبر يقارب سريالية سلفادور دالي في لوحاته الحالمة و الغارقة في العجب.

المؤسسة وهي مجلس المستشارين، أعلنت "بوجهها احمر أو قاسح" لا ندري أين نصنف مثل هذا الوجه، بأن لا احد تقدم لإجتياز مباراة لشغل مناصب شاغرة مطلوبة في المجلس المذكور.

المباراة الأحد، يعني لم يتبق سوى سباق المسافات القصيرة جدا، وعدد المتبارين المفترضين 200 من حاملي الماستر، يتبارون على 19 منصبا.

هكذا إذا يعلن مجلس المستشارين عن النبأ السعيد، لا احد يحتاج لمنصب كيفما كان، لا احد تقدم لإجتياز المباراة، لا احد في المغاربة يحتاج إلى وظيفة أو ترقية أو أي شيء الكل بخير وعلى خير، يبقى فقط الاهل و الاحبة الذين لم يجدوا موطئ قدم في منصب ما، وسيكون الريع بوابة من لا بوابة له للمرور نحو رحابة المنصب الوثير و المريح والمفصل على المقاس.

المصادر التي كشفت هذا النبأ العظيم، وهذا "الطنز" الكبير، تساءلت ألا يوجد احد مهتم فعلا بهذه المباراة التي من المفترض أن تتم الأحد طبعا في ساعة مبكرة، فرغم عدم وجود أي متبار منافس، إلا أن الخوف من جن يأتي أبكر من اللازم و يستطيع تسجيل إسمه ويمر ويفوز باحد تلك المناصب يبقى واردا.

لكن السؤال الحقيقي، الذي يجب أن يطرح ألا يوجد أحد "كيحشم" في مؤسسة مجلس المستشارين متحلقا حول رئيسها، ينهى عن مثل هذا "المنكر" ومثل هذا التحويل لمصلحة عامة إلى ريع يستفيد منه من كتبوا في لائحة المباراة لا أحد

تعودنا في كثير من المرات، أن نفتح بريدنا الإلكتروني، ونجد رسالة في طيها دعوة للمشاركة في مسابقة إعلامية أو أدبية أو حتى لحضور "زردة فاعلة تاركة"، في البداية نقول الحمد لله هناك من يؤمن بتكافؤ الفرص، لكنك تفاجأ وأنت تقرأ اخر أجل لتسليم الاعمال المشاركة يكون هو بعد ساعة واحدة ، هذا إن كنت محظوظا فغالبا ما يكون قد مر بيوم، ويتم إرسال البريد ليسجل أنك توصلت به في الموعد لكنك اخلفت الموعد مع اخر اجل للتسليم...

تماما مثل مباراة مجلس المستشارين، لا احد في بهو المحبة سوى الأحبة ولا أحد في نعيم الريع سوى حذف اللائحة وكتابة إسم واحد في كل مناسبة، حتى لا يكون هناك أي عناء في الرقانة امام من تجشم مشقة طبع تلك اللائحة الفارغة..