رأي

محمد أمين بنيوب: الشباب والمسرح والانخراط المدني

نشر كعادته الباحث و المؤلف المسرحي المتميز محمد امين بنيوب، نص تأملاته للقاءات لجمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي حول الشباب والمسرح والانخراط المدني، ضمن أنفاسه المكتوبة التي دأب على نشرها في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك. وفي ما يلي ننشر نفسه 320:

لقاء ممتع وجميل بدارالشباب حسنونة بطنجة وحضور نوعي لنخبة من الباحثين والمسرحيين والشباب المبدع وسفر صادق حول قضايا الشباب وسبل تطوير جيل جديد من الكفاءات الشبابية، عبر مشاريع تهم بالخصوص التثقيف المسرحي والرفع من القدرات المعرفية والثقافية والفنية وأيضا وضع برامج متخصصة تطبيقية في مجالات التقنيات المسرحية وكذا طرق تدبير المؤسسات الجمعوية في ميادين الإدارة الفنية والمالية وإبرام الشركات وكيفية الترافع العمومي لدى المؤسسات العمومية والمنتخبة ومؤسسات القطاع الخاص والدولي المانحة والمدعمة لبرامج الشباب ومشاريعهم، ذات الطابع الفني والثقافي والإشعاعي..

خلال هذه الجولات والتي انطلقت منذ شهر فبراير 2019 إلى غاية 25 ماي..وفي جهات أربعة، وصلنا في جمعية إيسيل وشركائها الأساسيين إلى حصر أربعة مؤشرات مركزية :

1. عودة الفاعلين الثقافيين والمبدعين المسرحيين لفضاء دور الشباب وانخراطهم الفعلي في قضاياهم والتحاور مع انتظاراتهم.

2. التجاوب الكبير من طرف الشباب، ذكورا وإناثا ورغبتهم الأكيدة في الانخراط في الحياة المدنية بواسطة مداخل الحقوق المدنية و حقلي الثقافة والفنون

3. غياب أية سياسية ثقافية مندمجة، محليا وجهويا تساءل حاجيات الشباب وتقدم برامج وبدائل لهم .

4. ضعف البنيات المستقبلة ونقص التأطير وانعدام الدعم المالي لبرامج وأنشطة الشباب.

لقاء طنجة وهو اللقاء ما قبل الأخير برسم الموسم 2109. فحصيلته تتقاسم مع ما تم رصده وتسجيله في اللقاءات السابقة. الكل متفق على أن مؤسسات المجتمع المدني بمختلف أنشطتها وتنوع مواقعها، يمكن لها في هذه اللحظة التاريخية التي نعيشها، أن تلعب أدوارا طلائعية في المشاركة والانخراط المدني، عبر تشكيل منتديات محلية وجهوية في ترابها وفتح السجال مع الفاعلين الترابيين، قصد وضع سياسات واضحة وفعالة في ميدان الشباب، عبر تشييد الفضاءات وتجهيزها و إدارتها بشكل عصري وتخصيص ميزانيات موجهة لبرامج ومشاريع الشباب والطفولة..بلا ترافع عمومي وتكثل مدني ومشاريع منتجة ..فإننا ندور في متاهة نجتر فيها نفس النوايا ونفس الحكايات...

لقاء اليوم بطنجة ومع المبدع والباحث المسرحي د. رشيد أمحجور، الذي كان إيجابيا في مقترحاته وبشكل واضح. بدون تكثل مدني وإرادة إيجابية قوية في البناء والتغيير. بدون وضع تصورات وبرامج واقعية قابلة للتنفيذ والإنجاز.. لايمكن أن نصل للمبتغى والطموح المنشود.

عبر آليات الحوار والتكوين والتكوين المستمر والشراكات الذكية والواقعية ..هي بداية حقيقية لخلق نهضة ثقافية ومسرحية وفنية، يحتل فيها الشباب ومواهبهم المكانة والاستمرارية والإشعاع والقوة الفاعلة المبدعة في الحياة المدنية...

التغيير ممكن ..التغيير متوقف على إرادة مدنية قوية و قادرة على فتح مساحات واسعة لشباب مدينة طنجة في مختلف أوساطه و أحيائه وجماعاته..