رأي

عبد الإله الجوهري: الصحراء المغربية والإنتهازية الرياضية..

شكرا لجزء كبير من جمهور الترجي الذي ركب صهوة الفروسية الخاوية، بسبب مقابلة في كرة القدم لا تبقي ولا تذر (نعم مجرد مقابلة)، وحاول توجيه دفة التنافس الشريف والخلاف البسيط نحو مجاهل السياسة الفارغة، سياسة الضرب من تحت الحزام، والاستعانة بكل نوع من أنواع الأسلحة، حتى الصدئة المعطلة منها. ولعل اللجوء لشهر ورقة الصحراء المغربية (وهي أيضا غربية من حيث الجغرافيا) في وجهنا كمغاربة (كل المغاربة) وليس كوداديين فقط، جعلنا نكتشف كم نحن متمسكين ببعضنا البعض(المغاربة)، وأننا شعب واحد في مسألة قضيتنا الوطنية، قضية الصحراء التي استردها المغرب بقوة الإيمان والحق، قضية كانت كل الدول الحرة إلى جانبها، ومن بينها طبعا تونس الغراء التي كانت من أول البلدان السائرة في مقدمة المسيرة الخضراء، والمعترفة بالحق ومنطق العقل..

الجميل في هذه الحملة الخرقاء، أنها أظهرت أن ما يسمى ب"الصحراء الغربية" مجرد ورقة ملطخة بكل ألوان العار، تشهر في وجهنا كلما أحس أحد بالعجز أو الغبن من صلابة قوتنا وعمق نجاحاتنا، بمعنى أنها ورقة انتهازية سياسوية كلحاء، لدول كانت تعيش (بعضها لا زال يعيش) في كنف الحرب الباردة لإيديولوجيات منقرضة، وهاهي اليوم (الورقة الكلحاء) قد أصبحت مطية لبعض الجماهير الغوغائية، جماهير في غالبها الأعم لا تعرف حتى حدود خريطتها الوطنية، فبالأحرى أن تعرف حدود خارطتنا المغربية.

شكرا لجمهور الترجي على تذكيرنا بأن الصحراء مغربية، وأننا نحب بعضنا البعض بشكل لا يوصف، على الأقل في هذه القضية،، وشكرا لمن وظف العقل (مغاربة وتونسيين) في عدم السماح لكرة منفوخة بالتنافس الفج أن تنفجر في وجوهنا جميعا، وتهدد حبنا لبلدينا، وشكرا لتونس البلد الذي نحب بقوة التاريخ و الدين والمصير المشترك.

وكل عام وتونس بألف ألف خير..