قضايا

بنت الباشا

المصطفى كنيت

عندما طالبت، "بنت الباشا" حكيم بنشماس، بالكشف عن مصدر ثروته، بعد أن بدت عليه، مظاهر الاغتناء، أمام أعين "ولد مي خدوج"، كان الذين يسعون إلى حمل لواء المعركة ضد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة الحالي، يختبئون خلف إلياس العماري، ولا يجرؤ أكثرهم شجاعة على الانتقاد، لكنهم اليوم يسعون إلى أن يحمل تيار معارضي بنشماس أسماءهم، رغم أن السطح طفا بهم في آخر لحظة.

و للتاريخ فمحمد الحموتي، الذي نصّبه بنشماس نفسه، رئيسا للمجلس الفيدرالي، لم يكن يحلم بهذا المنصب في زمن إلياس، أما عبداللطيف وهبي، فظل يصارع فقط من أجل البقاء في الواجهة، وابتلع، بغصة، تنحيته من رئاسة الفريق، وظل يهدد ويتوعّد ويلوّح بالاستقالة أو بتجميد العضوية، من دون أن يتخذ، طيلة ذلك الوقت، أي قرار جرئ، إلى أن "طفح الكيل" في صفوف "البام"، فحجز لنفسه مقعدا في مقدمة الصفوف.

أما أحمد اخشيشن فلم نسمعه يدلي بتصريح ينتقد الوضع، وظل دائما يعد ( من الوعد)، الذين يتصلون به، أنه سيحكي لهم في ما بعد، عندما يلقاهم في أقرب وقت.

و حتى عندما أصدر بنشماس قرار إقالته من منصب نائب الأمين العام، الذي حصل عنه خارج شرعية المؤتمر الأخير، لم يصدر عنه أي رد فعل، حتى اعتقد الجميع أن هذا القرار يريحه بل يعفيه من الاستمرار في معركة إسقاط الأمين العام، لكن "بنت الباشا" وضعت النقط على الحروف، كما يقال، وأصدرت بلاغا تدحض فيه، كل قرارات بنشماس، بالحجة والبرهان، نيابة عن اخشيشن والحموتي والآخرين...

و في اليوم الموالي تجند مريدو بنشماس للرد علي فاطمة الزهراء المنصوري، و واصفين إياها بـ "بنت الباشا"، على صفحاتهم في "الفايسبوك"، التي يبدو أنها آخر القلاع المتبقية لبنشماس، بعد أن رفض القضاء، الدعوى التي رفعها لإيقاف اجتماع اللجنة التحضيرية بأكادير، وهي صفة يقصدون بها الذم مقابل "ولد مي خدوج" مربية الدجاج، الذي يتحرك من خلف الستار، حنقا على امرأة، وقفت له كـ " الشوكة في الحلق"، في عز سطوته على الحزب.

و لقد أثبتت فاطمة الزهراء المنصوري، رغم ما عانته وما تعانيه، أنها سيدة تستحق الاحترام، لا لأنها "بنت الباشا"، وإنما لأنها تتمتع بشخصية "قوية" جعلتها توقف "الحجز" على "البام" من العماري وبنشماس، صديقي الحموتي، الذي انقلب عليهما، رغم علاقات القرابة والدم، و أن تقف جنب وهبي، الذي كاد يغادر الحزب ذات يوم، و أن تعيد الاعتبار لخشيشن...

إنها الحقيقة التي لا يستطيع أن ينكرها أحد، بما فيهم هؤلاء الذين نسرد أسماءهم الآن.

فالمعركة المبدئية، قادتها منذ البداية "بنت الباشا"، بكل ما تحيل عليها كلمة "الباشا" في نفوس المغاربة، من سطوة وجاه، وليس هؤلاء الذين يتسابقون  إلى الواجهة الإعلامية اليوم...