مجتمع وحوداث

المحكمة تسدل الستار على قضية المنصورية... 13 سنة سجنا نافذا لرئيس الودادية السكنية

عبد الكبير المامون

بعد 12 جلسة من جلسات المحاكمة التي انطلقت نهاية شهر دجنبر 2018، أدانت بعد زوال الأربعاء 19 يونيو الجاري المحكمة الابتدائية بابن سليمان رئيس الودادية السكنية " المحيط الأزرق" بالمنصورية بعشر سنوات سجنا نافذا وسكرتيرته التي كانت متابعة في حالة سراح مؤقت ب ثلاث سنوات سجنا نافذا، وبذلك تكون المحكمة قد اسدلت الستار عن الشوط الأول من المحاكمة في انتظار مرحلة الاستئناف، في حين يظل مصير المشروع والمنخرطين مجهولا تفيد بعض المصادر التي تتخوف المصادر ذاتها أن يصبح المشروع السكني " اطلنتيك بيتش" مجرد أطلال ومعه تتبخر أحلام المنخرطين في الحصول على سكن ثانوي أو قار على البحر وضياع اموالهم خصوصا لأفراد الجالية المغربية بالخارج.

هذا في الوقت الذي احتج فيه اليوم بالمحكمة مجموعة من الضحايا مطالبين باعتقال باقي أطراف القضية وعلى رأسهم امين مال الودادية الصادرة في حقه مذكرات  بحث وطنية ودولية.

ويطالب دفاع المشتكين حسب نسخة من مذكرة موجهة للنيابة العامة باعتقال مجموعة من الأسماء ومحاكمتهم طبقا للقانون واعتبر الدفاع في مذكرته أن إخفاء أعضاء المكتب لوثائق المحاسبة وعدم ابرازها لمعرفة حقيقة الموازنة المالية للودادية يؤكد صحة الجرائم والخروقات التي تقع تحت طائلة القانون الجنائي ومنها تكوين عصابة إجرامية للنصب والاحتيال على المواطنين باسم الودادية تفيد مذكرة الدفاع.

المحكمة الابتدائية بابن سليمان كانت قد حجزت ملف القضية للمداولة والنطق بالحكم خلال جلسة الثلاثاء 11 الماضي يونيو الجاري.

وكانت المحكمة الابتدائية بابن سليمان قد رفضت خلال الجلسات السابقة من جلسات محاكمة رئيس الودادية السكنية" المحيط الازرق" بالمنصورية ومن معه ملتمسات الدفاع الرامية إلى إطلاق سراح هذا الأخير، و كان ممثل النيابة العامة قد اشترط  في احدى مرافعاته السابقة مبلغ ماليا يقدر ب 25 مليار سنتيم كضمانة مقابل منح السراح المؤقت لرئيس الودادية وإتمام أشغال المشروع السكني خلال مدة زمنية لا تقل عن الستة اشهر وتسليم المنخرطين شققهم، علما بأن الدفاع كان قد تقدم خلال الجلسة الرابعة التي انعقدت الخميس 11 ابريل الماضي بضمانات كتابية من ثلاثة شركات ب 17 مليار سنتيم على الورق وملتمسات من أزيد من 100 منخرط من أجل منح الرئيس المعتقل السراح المؤقت بالضمانات التي تراها المحكمة مناسبة حتى يتسنى له إتمام المشروع السكني " اطلنتيك بيتش" ورفع الحجوزات والرهون وتسليم المنخرطين للشققهم حسب نسخ من هذه الملتمسات...

وحسب قرار الإحالة فقد امر قاضي التحقيق بمتابعة رئيس الودادية في حالة اعتقال وإحدى  عضوات المكتب الاداري في حالة سراح مقابل كفالة مالية من أجل جنحة النصب وخيانة الامانة والتصرف في أموال مشتركة بسوء نية للأول ومن أجل المشاركة في النصب للثالثة طبقا للفصل 540 و 542 و 547 و 523 من القانون الجنائي، كما أمر قاضي التحقيق بمواصلة التحقيق في الملف بخصوص امين مال الودادية الصادر ضده أمر بإلقاء القبض ومن سيكشف التحقيق عنهم.

وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بابن سليمان كان قد أمر الخميس 13 دجنبر 2018، باعتقال رئيس الودادية السكنية ” المحيط الأزرق” بالجماعة الترابية المنصورية وايداعه السجن المحلي بمدينة ابن سليمان بعد متابعته بمجموعة من التهم، مع إحالة ملف القضية على قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها و انطلاق جلسات الاستنطاق التفصيلي مع هذا الأخير بعد احتجاجات و شكايات عدد من المنخرطين الذين من بينهم أفراد الجالية المغربية بالخارج، وبعد توالي احتجاجات وشكايات المتضررين الذين يتجاوز عددهم 900 منخرط ومنخرطة بسبب الاختلالات التي عرفها المشروع السكني" اطلنتيك بيتش" الذي كانت قد انطلقت به الاشغال سنة 2013.

من جهة أخرى فتح الدرك الملكي بالمركز الترابي للمنصورية مؤخرا بحثا في شكايات جديدة تتعلق بودادية أخرى توجد بشاطئ التلال بذات الجماعة بشأن مجموعة من الاختلالات ومنع المنخرطين من الولوج إلى المشروع السكني من طرف أعضاء المكتب الاداري للودادية.

وينتظر أن يشهد الشريط الساحلي للمنصورية هذا الصيف مجموعة من الوقفات الاحتجاجية لأفراد الجالية المغربية بالخارج الذين يستعدون للعودة للوطن بسبب اختلالات بعض الوداديات السكنية بالمنطقة تتداول مجموعة من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

و في خطوة تصعيدية جديدة قبل العودة الى المغرب، كان العشرات من أفراد الجالية المغربية بفرنسا من ضحايا اختلالات وتجاوزات وخروقات بعض مسؤولي الوداديات السكنية بالجماعة الترابية المنصورية باقليم ابن سليمان وضحايا المشروع السكني "النهصة" ببوزنيقة قد نظموا السبت الماضي  وقفة احتجاجية تزامنا مع الافتتاح الرسمي  للدورة السادسة عشر لمعرض العقار المغربي (سماب إيمو باريس) الجمعة 14 يونيو الجاري بحضور مجموعة من المسؤولين المغاربة على رأسهم عبد الأحد الفاسي الفهري وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والسكن وسياسة المدينة وشكيب بنموسى سفير المغرب بباريس.

المحتجون اقتحموا حسب مصادر الموقع حديقة معارض باريس بورت دو فورساي حيث ينظم المعرض حاملين لافتات واعلام وطنية وصور الملك و رددوا شعارات قوية تندد بما تعرضوا له من عمليات " نصب" من طرف  مسؤولي بعض الوداديات السكنية بالشريط الساحلي لإقليم ابن سليمان"المنصورية" واحد المنعشين العقاريين بمدينة بوزنيقة، وناشدوا جلالة الملك والتمسوا التدخل من أجل انصافهم اسرهم، قبل أن يختتموا وقفتهم الاحتجاجية بتسليم مجموعة من الشكايات والتظلمات للمسؤولين المغاربة بشأن اختلالات وخروقات وتجاوزات مسؤولي بعض هذه الوداديات التي يوجد رئيس إحداها بالسجن وملفات أخرى قيد البحث.

ما سبق أن نبهنا إليه واشرنا إليه منذ سنوات ومنذ البدايات عبر عدد من المقالات الصحفية لو كانت السلطات المعنية و مسؤولي جماعة المنصورية ومسؤولي هذه الوداديات وايضا المنخرطين، قد أخذته بمحمل من الجد والمسؤولية الوطنية نظرا لحساسية الموضوع خصوصا بالنسبة لابناء الجالية المغربية بالخارج اولا لما شهدنا اليوم ضحايا قد يصلون غذا للالاف خصوصا مع بروز مشاكل جديدة بوداديات أخرى خلال الايام القليلة الماضية.