سياسة واقتصاد

"البوليساريو" تحتضر... اعتقالات وقمع والعالم يسحب نفسه من مستنقعها النتن

عبد العزيز المنيعي

تتوالى الضربات على رأس أفعى الرمال، وتنهال عليها حجارة الحقيقة من كل حدب وصوب حتى فقدت ما تبقى من تركيزها على العالم وهمت بالتهام أعضائها ممن حملوا راية الانشقاق و العصيان على سوء المآل وبؤس الواقع وبشاعة اليومي وزيف الوعود وأكاذيب عقود من الزمن.

"البوليساريو" اليوم تعيش لحظتها الفارقة، تنازع من أجل اخر رمق في حياتها الئيسة التي عاشتها بالطول و العرض في كنف النظام الجزائري، مرتزقة ناهبة للمساعدات ومزيفة للحقائق. اليوم تنهي "البوليساريو" مسيرة حافلة بالبهتان والباطل باحتضار على فراش المذلة والمهانة وصحوة العالم وكشفه لزيف أطروحتها ووهم مساعيها.

العالم استفاق من وهم روج له أعداء الوحدة الترابية للممكلة طيلة عقود، استفاق ونهض بحزم ليعلن قطعه مع الأكاذيب... دول عدة سحبت إعترافها بالوهم، واخرى تقف في صف الشرعية وتؤيد ما تقرره الامم المتحدة، ودول لا تجد أفضل و أنجع وأنجح من المقترح المغربي القاضي بالحكم الذاتي.

امام هذه الخيبات المتوالية، وتلك الصفعات التي أصابت "حنك البوليساريو" بكدمات لا تشفى، لم تجد مجموعة المرتزقة غير الالتفات إلى الخلف وتأمل المشهد من داخل مخيمات العار، والإنتباه إلى ان هناك من يطالبون بإنهاء هذه الأكاذيب واقفين في وجه استمرار زعيمهم الرخيص الذي باع كل شيء وهو ما ورثه عن سلفه المرتزق الاكبر.

تلك الالتفاتة للخلف هيجت حالة السعار، وزادت من حدة وشراسة الآلة القمعية ضد المحتجزين الذين يطالبون بالحرية و الكرامة.

وخبر إعتقال منشقين ونشر الخبر في صحيفة إسبانية شهيرة هي "البايس"، يدل أن المرتزقة وصلوا إلى نهاية المسير وبدأت أفعى الرمال تلتهم نفسها، وتلتهم كل من عارض المواصلة على نفس النهج الكارثي وغير الإنساني، وإنشق عن مسار انتهى عندما فطن العالم إلى الحقيقة.

ببساطة اليوم لا يمكن توقع إلا شيء واحد ووحيد، وهو الإعلان الرسمي عن إفلاس اطروحة المرتزقة، وعن طريقهم هم ومن يدعمهم ويواليهم، اما العالم فقد اعترف بعد أن عرف، وسحب نفسه من بركة أسنة ازكمت انف المنطقة و العالم بروائح نتنة ناتجة عن تحلل جثة "جمهورية الوهم"..