قضايا

شمسية "العمران"...

المصطفى كنيت

من المخجل جدا أن تُقدم شركة " العمران" على توزيع مظلات تقي من الشمس، تصلح للاحتماء من الأشعة على شواطئ البحر، على ممثلي وسائل الإعلام الذين حضروا "نشاطا"، نظمته المؤسسة صباح الجمعة.

وينبغي الاعتراف، أن ما أقدمت عليه "العمران" فيه إهانة للمؤسسة نفسها، قبل أن يكون إهانة للصحافيات والصحافيين، سواء الذين تنازلوا على هذه "الهدية" في عين المكان، أو الذين حملوها مرغمين، من باب المجاملة، لشركة تضخ الكثير من الأموال، في حسابات الصحف الورقية والإلكترونية، من بوابة الإشهار، و لا يجرؤ الكثيرون عن الإشارة إليها بالبنان، مخافة أن تتوقف عطاياها، فبالأحرى فضح ما تعرفه من اختلال وأعطاب.

و لا أفهم السر الذي جعل بدر الكانوني، يختار هذه الهدية، إلا إذا كان يرغب في تبليغ رسالة للصحافة مفادوها: "سيروا اتشمسوا"، فهو أحسن لكم من السعي وراء أخبار مؤسسة تعرف كيف تكمم الأفواه،  وستكونون مضطرين إلى نشر " نشاطها" بتعليمات من المدير، وهو أسلوب تتبعه العديد من المؤسسات العمومية، من أجل إعطاء الانطباع للرأي العام أن عملها لا يرقى له الشك.

في الواقع، الذي أصبح ينخره الشك، هو الجسم الصحفي الذي سكنته الكثير من الأمراض والعلل، و اكتسحه الكثير ممن لا مهنة لهم، ممن يملؤون جيوب معاطفهم بقطع الحلوى، في حفلات الاستقبال، و ينتشرون في المقاهي، في انتظار وجبة الغذاء، كما حصل اليوم، أو من الحمقى، الذين ادعى أحدهم، أنه أجرى حوارا مع ملك البلاد، أو الأفاقين الذين تسلل أحدهم إلى نشاط ملكي، بالقنيطرة... أو كل أولئك المنتسبين إلى المهنة، الذين اكتسحوا فروع النقابة الوطنية للصحافة، فقط من أجل التصويت في المؤتمر الثامن، لضمان أغلبية مريحة، تحمي منطق الاستمرارية، وتحفظ المصالح، على حساب، شرف المهنة، الذي يغتصب كل يوم.