صحة وعلوم

دراسة: المشي ساعة يمحو عامًا من عمر الدماغ !

كفى بريس _ وكالات

ما لا يقل عن ساعة واحدة من المشي أو التمارين في الأسبوع، قد يقلل من خطر الخرف ويحسّن اللياقة العقلية.

درس باحثون من جامعة بوسطن بيانات دراسة قلب لا زالت قائمة، ووجدوا أنّ الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضية أكثر يتمتعون بحجم مخّ أكبر.

وأنّ ممارسة الرياضة مدة ساعتين ونصف الساعة في الأسبوع ، حتى لو كانت رياضة خفيفة مثل المشي، يمكن أن تكون مفيدة بحيث تمحو كل ساعة إضافية في المتوسط سنةً من عمر عقلِك.

يقول العلماء إنّ التمرينات المنتظمة يمكن أن تعزز لياقتك العقلية وكذلك البدنية، وتقلل من خطر الإصابة بالخرف.

كما وجدت دراسة أنّ الأشخاص الذين يمارسون كمًّا أكبر من النشاط البدني – حتى لو كان خفيفًا مثل المشي – يبطئون عملية شيخوخة أدمغتهم، وأنهم أقل عرضة للإصابة بالخرف.
تُعتبر هذه النتائج أخبارًا جيدة للأشخاص الذين يحاولون الحفاظ على لياقتهم البدنية ولكنهم ليسوا عدّائين في سباق الماراثون.

جميع التمارين الرياضية مفيدة

يقول الباحثون إنّ كل التمارين، حتى لو كانت أقل من الساعتين ونصف الساعة الموصى بها في الأسبوع من قبل هيئة الصحة الوطنية، يمكن أن تكون كافية لتحصيل فوائد.
ويشير البحث إلى أنّ كل ساعة إضافية يمكن أن تمحو عامًا من عمر الدماغ.

درس العلماء في جامعة بوسطن بيانات من دراسة مازالت قائمة، حول صحة القلب في الولايات المتحدة للتعمق في فوائد التمرين، وتبيّن عبرها أنّ كل ساعة إضافية من النشاط البدني في متوسط الأسبوع، يتوافق مع إزالة أثر سنة من عمر الدماغ ليصبح أكثر شبابًا.

وقال الباحث الدكتور نيكول سبارتانو: “لقد بدأنا للتوّ في كشف العلاقة بين النشاط البدني وصحة الدماغ”.

إذ أظهرت البحوث أنّ التمرينات منخفضة القوة، التي لطالما كانت كافية لتحفيز عمل القلب والرئتين والعضلات بشكل أكبر، يمكن أن تكون مفيدة.

وأضاف الدكتور سبارتانو: “كل ساعة إضافية من النشاط البدني مرتبطة بزيادة حجم المخ، حتى بين الأفراد الذين لا يستوفون إرشادات النشاط البدني الحالية. وتتوافق هذه البيانات مع فكرة كون الفوائد المحتملة للنشاط البدني على شيخوخة الدماغ، قابلة للتراكم بمستوى أقل وأكثر قابلية للتحقيق من التمارين القوية الشدّة”.

وجاء عن الفريق أنه لم يكن من الواضح حجم التمرينات التي يمكن أن تكون كافية للحماية “المثالية” ضد الخرف، لكن يوصى بالقيام بما لا يقل عن 250 دقيقة أسبوعيًّا.

هناك آليات مختلفة يمكن من خلالها ممارسة التمارين الرياضية لمساعدة الدماغ، بما في ذلك تحسين تدفق الدم وتشجيع النوم بشكل أفضل.

لقد وجدت الدراسات العلمية في الماضي أنّ الأشخاص الذين يمارسون تمارين هوائية منتظمة –تلك التي تركز على اللياقة القلبية الوعائية، مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات – يتمتعون بحجم أكبر في أجزاء معينة من الدماغ. وأنّ جزء “الحصين” أو “قرن آمون” في الدماغ، والذي يتحكم في التعلم والعواطف ، وقشرة الفص الصدغية قبل الانسيابية، والتي تؤثّر على التفكير والذاكرة، أكبر لدى الأشخاص المتمتعين باللياقة.

إضافة إلى ذلك، فغالبًا ما تعمل التمارين الرياضية أيضًا على تحسين النوم وتقليل التوتر، وكلاهما لهما آثار إيجابية على الصحة العقلية وقوة التفكير.
تمَّ نشر بحث فريق بوسطن في مجلة JAMA Network Open من قبل الجمعية الطبية الأمريكية.

كيف تُعتبر ممارسة الرياضة مفيدة للدماغ؟

تشجع العديد من الدراسات العلمية الأشخاص على ممارسة التمارين الرياضية، من خلال تحديد الفوائد التي يمكن أن توفرها الرياضة للدماغ، ولكن ماذا الذي تفعله بالضبط؟
في جولة بحثية حديثة، أوضحت هايدي جودمان، المحرر التنفيذي لهارفارد هيلث، أنّ بإمكان الرياضة زيادة حجم أجزاء معينة من الدماغ، وتحسين النوم وتحفيز تكوّن خلايا دماغ صحية.

فقد أظهرت الأبحاث التي أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية، أنّ الأشخاص الذين مارسوا تمارين هوائية منتظمة – مثل الجري أو السباحة أو ركوب الدراجات – يتمتعون بجزء “حصين” أكبر وأكثر نشاطًا في الدماغ، وهو الجزء المرتبط بالتعلم والعواطف.

كما تضيف أبحاث أخرى أنّ قشرة الأمام الجبهية، تميل إلى أن تكون أكبر عند الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أكثر من غيرهم – فهذه المناطق تتحكم في التفكير والذاكرة.
يمكن للتمرينات أيضًا أن تقلل الالتهاب، الذي يضر بالخلايا إذا استمر، في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك في المخ.

كما يمكن أن تحفّز إنتاج عوامل النمو، وهي المواد الكيميائية التي تؤثر على صحة خلايا الدماغ ونمو الأوعية الدموية الجديدة لتوفير المزيد من الأوكسجين، إضافة الى ذلك تساعد التمارين أيضًا على النوم بشكل أفضل وتقليل التوتر والقلق، وقد ثبت أنّ كلها ذات آثار إيجابية على قوة الدماغ والصحة العقلية.