قضايا

كل القبائل ضده... بنكيران وسط العاصفة المصباح غاضب و البام يرد واختلط "العرام"

عبد العزيز المنيعي

الإجماع الذي طالما أراده الامين العام السابق لحزب العدالة و التنمية، ورئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، ناله وحققه بجرة زر صغير في كاميرا هاتف نقال، وبضع كلمات خرجت من فمه مثل الإسهال عندما يصيب بطنا تناولت وجبة "بايتة".

بعد الاخبار المتداولة حول نية حزبه في إبعاده على خلفية شكايات وزراء من المصباح، وبعد مكالمات عدة انهالت على هاتف العثماني، مطالبة بإسكاته.

جاء الدور على حزب الأصالة و المعاصرة، وأول من قادت الجرار صوب "مزرعة" بنكيران لتقوم بعملة حرث مبكرة، هي النائبة البرلمانية وعضو المكتب السياسي سابقا ، عزيزة الشكاف.

الحقيقة أن القشة لا تقصم ظهر البعير إلا في الحكاية المأثورة والتي قيلت مجازا، اما الحقيقة الماثلة أن البعير من بعضه، لا يعير إهتماما للقشة ولو كانت أثقل من وزنه.

وحال الجرار لا يدعو إلى المزيد من التوضيحات، كما ان حال المصباح تدل عليه شعلته التي خبت بسبب كثرة النفخ والتأفف والتنطع والزلقات.

الشكاف قالت لبنكيران أنه عليه أن يتوقف عن تصدير أزمة حزبه الداخلية نحو حزب الأصالة و المعاصرة، ومعها حق، فيكفي البام ما يعيشه من تصدعات، وأزمته التي فاحت حتى وصلت ردهات المحاكم، لذلك توجب على بنكيران أن يوقر هذا الحزب الذي يعاني من ويلات فيروس أصابه يكاد يؤدي بحياته.

كان على بنكيران أن يراعي هامش الإنسانية اولا وعدم الشماتة، كما كان عليه أن يراعي لقشرات الموز تحت أقدام "إخوانه" ممن زلت أقادمهم في باريس وغيرها من مدن العالم، بل هناك من زلت قدمه في سلا وفي الاطلس ومناطق اخرى، إما بزلة "بضاض"، او زلة المال العام أو زلة سوء التسيير و التدبير.

لكن الجميل في رد الشكاف، هو ذلك التناغم الكبير مع الحلم، وقوة التأويل وفطنة التحليل، حين قالت لبنكيران، أن البام يعيش "حالة ديمقراطية داخلية"، إنها قمة الفلسفة التأويلية لأحداث الكل شاهد على تفاصيلها.

وهنا يستطيع كل من بنكيران والشكاف أن يحققا حلفا كبيرا في تنوير الرأي العام، و الكشف عن الملامح الخفية لأي حالة سياسية تحدث في المغرب، هما معا يستطيعان قلب الهزيمة إلى إنتصار، والعكس صحيح..

ونختم مثلما ختمت الشكاف ردها على بنكيران، بقولها "كنا نعتقد السيد رئيس الحكومة السابق انكم تعافيتم نفسيا مما مررتم به عقب احالتكم على التقاعد السياسي، لكن اتضح لنا انكم تبحثون على المجد السياسي المفقود عبر تطفلكم على القضايا التنظيمية الداخلية الأحزاب الأخرى…"

ونقول بدورنا، كنا نعتقد أن المشهد السياسي إنتهى من زمن التأويل إلى زمن الحقائق والبرامج والإشتغال والصالح العام... لكن مع الأسف لا زالت بعض الأفكار تلعب في حلبة المزايدة العبثية..