قضايا

في الهوى سوى ..دجاجة "البام"... و قنديلات بنكيران

المصطفى كنيت

البام يعيش أزمة لا داخلية ولا خارجية ولا شرقية ولا غربية، لا تستند إلى اختلاف في المرجعية ديمقراطية،  بل إلى خلاف عن الأرصدة البنكية.

و بنكيران يعيش أزمة نفسية، و يطل علينا بين الحين و الأخر من أجل تصريف الضغائن و الأحقاد على حزب و لد مي خدوح، بعد أن أُفردا معا إفراد البعير الأجرب، أو المعبد كما في بيت طرفة بين العبد.

و على ذكر هذا الشاعر، الذي حمل رسالة قتله بين يديه، تماما كما يحمل "البام" بوادر موته، كمريض في لحظة احتضار، ينتظر حتى المنتسبون اليه، أن تهزق روحه، و يشيع إلى مثواه الأخير، و ينفضوا إلى حال سبيلهم، بعد أن أزكمت أنوفهم الروائح العطنة  لجسد يحاول، حكيم بنشماس، اليوم أن يعدّد الأمراض التي يعاني منها.

 

بنكيران يهاجم "إخوانه" الذين استباحوا أجساد "القنديلات" ويلهثون وراء المصالح الشخصية و مُتع الحياة، و أصحابه الذين انقلبوا عليه، و ألقوا به على هامش التاريخ، وبنشماس يطرد ويشطب و يقاضي، ويشخص مرض "البام".

بنكيران يهاجم اليوم الذين تحلقوا حول "جبلون"، و كانوا ينتظرون أن تنزل عليهم مائدة من السماء، أو أن ينفجر من الصخر ماء، لكن قست قلوبهم عليه، وانفضوا من حوله، بعد أن فشل " سحره" في فك "سحر" بنكيران، فأصبح لعنة عليهما معا.

ويبدو أن عفاريت وتماسيح وشياطين الرجلين معا، لزمت مغارتها، فقد تفرغ بنكيران لصلاة التراويح، في محطة البنزين، مع ما يصحب تلك النوافل من تعطيل لحركة المرور، و تفرغ إلياس إلى تعلم اللغة الإنجليزية.

لكن بنكيران، يتذكر "صديقه" بين الفينة والأخرى وحزب صديقه، حين يتذكر حزبه الذي أبعده من الأمانة العامة. أما العثماني فيتشفى في مرض "البام".

مرض "البام" المزمن، الذي تسببت فيه " الملايير" التي لا يريد أحد أن يقول أين ذهبت؟

إنهم يحاولون إيهام الرأي العام أن الذي سرق دجاجة "البام" هو القط، كما في تلك النكتة الشهيرة، رغم أن القط بريء من هذه الجريمة.

و حتى عندما يكتب بنشماس رسالته، التي جاءت متأخرة جدا، فإنه حتما لن يجد من يحملها لأنه يخشى أن يكون مصيره الطرد.