على باب الله

عزت علي دموع ابني، أسي لقجع، و صعُب علي أن أكفكفها بعد أن دس وجهه في الوسادة

المصطفى كنيت

لن نقسو على لاعبي المنتخب، بل نحييهم ونشد على أياديهم بحرارة، لأنهم لبوا الدعوة التي وُجهت إليهم لحمل القميص الوطني.

لا أحد منهم فرض نفسه على رونار ، فللمدرب كامل الصلاحية في اختيار الأسود، رغم أنهم لم  يترعرعوا  في قمم جبال الأطلس.

أسود الأطلس الحقيقيون ظلوا في عرينهم، يستريحون بعد المعارك الضارية في الكؤوس الإفريقية يتابعون ـ بحسرة و أسف ـ الكرات  والأهداف الضائعة، و يتحسرون، على عجز من يحملون نفس اللقب عن صيد سنجاب.

يبدو أن السيد رونار لم يكن أبدا  مقتنعا بجاهزية هؤلاء الأسود، ربما، بعد أن وشوش له حجي في أذنه، أنه اكتشف لاعبا متميزا في فريق "قرطاحنة" و أن منتخب "الوقواق" يريد ضمه إلى صفوفه، وأن على لقجع أن يتوجه إلى جريزة "الشاكر باكر بن" ليلتقي به ويقنعه ويقنع أمه و أبيه بضرورة حمل القميص الوطني.

أما هؤلاء، الذين يصنعون مجد الكرة المغربية هنا، في بطولة تُصرف عليها الملايير، فيفتقرون إلى العقلية "الاحترافية"، التي تعجل لاعبا محترفا يضيّع ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المقابلة، رغم  أن رجله لا تسعفه إلا على لعب 60 دقيقة.

هكذا يزعمون دائما...

 يستصغرون لاعبي الوداد والرجاء والبركان وأكادير و طنجة والعيون وفاس و وجدة.... الكبار. و كأن هذه البطولة، التي أنجبت فرقا تصل إلى نهائيات الكؤوس الإفريقية، عاقرة، لم تلد لنا لاعبين يستحقون حمل القميص الوطني.

إنها قمة العبث ... وهو العبث الذي جعل المغاربة مذهولين أمام خروج منتخبهم، والأطفال يبكون.

لقد عزت علي دموع ابني، أسي لقجع، و قد صعب علي أن أكفكفها، بعد أن دس وجهه في الوسادة.

كان الأطفال بحاجة إلى الفرح، واستعد الكبار للاحتفال بنصر لم يُسرق منا، بل أضعناه بـ " البخ" و "الكذوب" و "الوجهيات".

و مع ذلك  لا نقسو على لاعبي المنتخب.