على باب الله

هذي عليك أسي لقجع..." العام الصكع تيكون قمقومو اخضر"

المصطفى كنيت

طيلة خمس سنوات، التي تولى فيها لقجع رئاسة الجامعة الملكية لكرة القدم، ظهر المنتخب الوطني شاحبا، تطارد لاعبيه أخبار "الشيشة" والعربدة وحوادث السير، و ظهر سي فوزي:" يحرث بلا سكة" .

و يعرف المغاربة أن "العام يتتابع"، ويقولون أن "العام الصكع ( بالكاف معقوفة) تيكون قمقومو أخضر"، بل يتطيرون من السنوات، الفرّادية (أي التي تنتهي برقم غير قابل للقسمة) و ما عليهم إلا أن يتحملوا "قسمتهم ونصيبهم"، هذا السنة، لأنه على رأي المثل دائما: " الحرث كل عام والصابة غير عام"، هذا بالنسبة للذين يحرثون بالسكة، فما بالك الذي لا يعرف السكة أصلا...

و كان شؤما على المنتخب الوطني أن يحقق ثلاثة انتصارات متوالية، في دوري المجموعات، تماما كما تساقطت الأمطار بغزارة في بداية الموسم الفلاحي، ثم انحبس الغيث، في شهري فبراير ومارس، و ما أدراك ما مارس، الذي يقول المغاربة إنه " فحل العام".

هذه الفحولة هي التي كان يحتاجها منتخبنا الوطني، الذي لعب كل مقابلاته بارتخاء، فكان ما كان أمام بنين،... " لا خذ أحمر لا سوالف ملوية"  أو بلغة المزارعين" لا حب لا تبن".

ومع ذلك يواصل السي لقجع مهامه، ليس بكل اطمئنان، لكن بارتباك كبير، ظهر باديا من خلال طرده المسؤولة الإعلامية للجامعة والمنتخب، عملا بالمثل الشهير: " طاحت الصمعة علقو الحجام"، في انتظار منْ سيأتي عليه الدور.

ويعتقد سي لقجع أو فوزي أو هما معا، الذي لا يزال يحتل سكنا وظيفيا ( فيلا) بتمارة أن الإعلان عن تشكيل الجامعة للجنة تقنية لم يُكشف بعد عن تركيبتها، ولا عن تاريخ الشروع في عملها و لا عن تاريخ الانتهاء من مهامها، سيخفف عنه الضغط، و يتيح له أن يمدد من عمره على رأس الجامعة، و قد يستغل مرض النسيان، الذي يعاني منه أغلبنا من أجل مواصلة المشوار...

و آه يا خوفي من آخر المشوار...

جنة ولا نار

وقبل أن نصل لهذا الآخر، أو قد لا نصل إليه أبدا، ستنقنق الدجاجة وتضع المزيد من البيض، لكنني أخشى أن نضع الكتاكيت كلها في بطن رونار، ونزعم أن الثعلب أكلها كلها، في خاطر فوزي لقجع...

و حتى يبقى على خاطرو، ويبقى المكتب الجامعي الذي وُزّع دمه بين الأحزاب على خاطرو أيضا.

نعم، إنها السياسة، وما على الشعب المغربي إلا أن يصبر و يصابر، ويتقي شر البرلمان، الذي وجد عدد من أعضائه موطئ قدم في الجامعة ( الناصيري، الفيلالي، جودار، عدال، الذي ألغى المجلس الدستوري انتخابه) من دون أن نحصي الذين يعضون بالنواجذ على العصب والفرق...

وهكذا سينتهي مشوار اللجنة، في يوم أو في شهر أو في سنة.. تماما كما انتهى مشوار العديد من اللجان، التي تصوغ في أحسن الأحوال تقارير لا يُسمح بالإطلاع عليها لأحد، ولا يُرتب  عما رصدته من اختلالات أي جزاء...

فاللجنة تحب لقجع ولقجع يحب اللجنة، تماما كما يحب البرلمانيون والحكومة لقجع...

طبعا من حق الحكومة أن تدافع عن لقجع، رغم أن الفيفا تحرم على الحكومات  التدخل في شؤون كرة القدم.

و من حق البرلمانيين، أن يدافعوا عن لقجع، لكن من حق الناخبين أن لا يقنعوا بمجرد الإعلان عن إحداث الجامعة للجنة تقنية، و أن يطالبوا البرلمان بتشكيل لجنة استطلاعية للتحقيق، تماما كما فعلوا مع المحروقات وأحداث جرادة... 

ولقد بلغ إلى علم الرأي العام أن الوزير مول الكراطة يتحرك في كل الاتجاهات من أجل إقناع برلمانيين بالاكتفاء بلجنة تقنية، تكون على مقاس لقجع للبحث في أسباب هذا الإقصاء، الذي جعل قلوب المغاربة تبلغ إلى حناجرهم، من شدة "الفقصة" تماما كما فقصوا حينما شاهدوا الكرطات في ملعب الأمير مولاي عبدالله في مباراة كان يتابعها مئات الملايين.

و هل سيكون قدرا على عشاق الفريق الوطني، والقميص الوطني، والنشيد الوطني، والعلم الوطني أن يتحملوا، زلات لقجع، الذي اعتدى على حكم بالضرب، أم أن الحكمة ستتدخل من أجل إنهاء هذا المشوار؟