تحليل

عذرا سي لقجع انت ظاهرة... اما نحن فمن ناكري الجميل

عبد العزيز المنيعي

سي لقجع ظاهرة حقيقية، ونحن قوم لا نعرف قيمة هذه الظاهرة التي "حبانا" بها عالم كرة القدم ودسائس الكواليس، نحن من ناكري الجميل امام هذه الهبة الكبيرة التي تعيش بيننا وحققت لنا ما لم يحققه أي رئيس جامعة سابق. حققت لنا "الصيت" الدائع، فالكل يتحدث عنا وعن "انجازات" جامعة الكرة المغربية، يتحدثون بإعجاب كيف أن شخصا واحدا تمكن من أن يجعل المغرب يفوز بكل كؤوس الخيبة المتاحة قاريا وحتى عالميا. و خير دليل فوزنا بكأس الإهانة في نهائيات أمم إفريقيا بمصر، وفوزنا بكأس "الفار" في روسيا، وبعدها في تونس. كما أننا فزنا بكأس الملاكمة داخل الملاعب، وتمكن لقجع من أن يغير ملامح اللعبة، عندما اعتمد تقنية "الإعتداء" على الحكم وهو المسؤول الاول على الكرة في المغرب، فماذا ترك للاعبين الشباب الذين لا يتحكمون في "أعصابهم".
سي لقجع، يريد ويحلم أن يصبح حديث الصباح و المساء، وحديث كل أيام الأسبوع في الشارع وعلى صفحات الجرائد، وفي واجهات المواقع الإخبارية. يريد أن يمر خلسة من شارع في مدينة مغربية صغيرة، وامام مقهى شعبي ويسمع "والله العظيم لقجع راجل وعفريت... شفتي آش دار". هذه هي اللحظة التي يريدها ويتصورها فوزي من خلال "صولاته وجولاته" داخل ملاعب كرة القدم التي تحولت بالنسبة إليه إلى حلبات، وداخل كواليس مكاتب الجامعة، وخلف ميكروفونات الهواتف النقالة والمكالمات المنوهة القادمة من صوت "حنين" يقول له انت بطل.
نحن قوم لا حظ لنا في نعيم الأبطال، نحاول قتلهم بسرعة، وطمر تجاربهم "الرائدة"، ونحس بالغيرة و الحسد من نجاح رجل اسمه لقجع، تمكن من أن يجلب لنا العناوين الرئيسية لكبريات الصحف في إفريقيا وحتى العالم.
نحن لا نستحقه بكل تأكيد... وعلى من اوعز للجنة تأديب الكاف، إيقافه ومعاقبته أن يتوقف حالا عن هذه المؤامرة "النكراء" ضد "بطل قومي" سجل لنا اهدافا في مرمى "الخصوم" بالنية وليس "بالصح".
اخر ما جد على قضية فوزي لقجع، ومسألة توقيفه من طرف اللجنة التأديبية للكاف، ان الخبر كان بالامس كذبا ومجرد إشاعات و"زربة" من طرف الصحافة الوطنية التي نشرت الخبر، صار اليوم يقينا، وأصبحت الشمس تلامس صلعتنا ونحن نتلمس الطريق وسط هذا العجين الذي صنعته أيدي سي لقجع..
الخبر كان حقيقة، حولته آلته المتداعية والصدئة إلى إشاعة، واليوم هو واقع امر، وجري ولهاث خلف رئيس الكاف ليؤثر ويخفف العقاب فقط بعد أن فشل في إبطاله أو إلغائه.
الحقيقة أن سي أحمد أحمد صديق حقيقي ووفي، فقد فعل ما بوسعه لإزالة شبح الإبعاد عن لقجع لكنه فشل وتشبثت لجنة التأديب باستقلاليتها.
طبعا نباهة لقجع كظاهرة، لا تنتهي ولا تنكسر عند عتبات رفض إلغاء القرار، بل تتجاوزها وتدخل متاهة اخرى هذه المرة في محاولة منه لتوريط المغرب بكامله، "نباهته ونباهة" المحيطين به ممن يفتون عليه بالرأي، وصلت إلى "إكتشاف مؤامرة تونسية جنوب إفريقية ضده". وهو ما دفع به إلى الواجهة، لكن النباهة الحقيقية هو أن يعرف أن لا أحد سيبتلع الطعم أبدا فهو مسموم، ولا احد يقترب من دائرة الخطر طواعية، والمغرب ليس في حاجة إلى مثل هذه الترهات الصبيانية لتوريطه في صراع فارغ..
لقجع الظاهرة التي أبتيلينا بها، عليه أن يعرف أن الكاميرات وثقت الاعتداء على الحكم الأثيوبي، وأن الامر لا يحتاج إلى غربال لإخفائه، بقدر ما يحتاج إلى الصراحة و المكاشفة ومن تم المغادرة إلى مكتب المالية وترقب راتب كل شهر مثل باقي خلق الله..