فن وإعلام

تقديم الديوان الشعري “أبتسم للغابة”

كفى بريس

احتضن المركز الثقافي بمدينة شفشاون، الجمعة، ندوة نقدية سلطت الضوء على الديوان الشعري “أبتسم للغابة”، الصادر حديثا للشاعر عبد الجواد الخنيفي.

وأوضح الناقد عبد اللطيف شهبون، في مداخلته، بعض ملامح التعبير الجمالي في نصوص الديوان، الذي يعد الإصدار الثالث للشاعر، بعد الديوانين الشعريين “الخيط الأخير” و “زهرة الغريب”.

واعتبر شهبون أن “النصوص تتوسل إلى الاستعارة كأسلوب يخرج اللفظ من دلالته اللفظية، إلى دلالة أكثر عمقا عبر حزمة من المعاني”، مبرزا أن الاستعارة في قصائد الديوان هي اختيار “يسعى إلى خرق العادة والخروج عن المألوف”.

وأضاف الناقد أن الشاعر عبد الجواد الخنيفي استطاع أن “يسم كلامه بالانزياح، متجاوزا الكلام العادي واليومي، لكونه ينأى عن التقريرية ويسمو نحو الغرابة”.

من جهة أخرى، توقف شهبون عند التيمة المحورية للديوان، التي تدور حول فكرة الموت، مشيرا إلى أنها “جاءت بأسلوب شعري مصاغ بتعبير استعاري ومجازي” لكون “الموقف من الموت والحياة ليس موقفا عاديا”.

أما الكاتب والمترجم خالد الريسوني، فقد سجل من جهته أن ديوان “أبتسم للغابة” يتسم بعمق انشغال الشاعر بالسؤال، معتبرا أن عنوان الديوان باعتباره تجليا للذات وللحياة، والتي هي في نهاية المطاف “رحلة في قطار”، تقع في الزمان والمكان في علاقة مع الذات وتأمل الحياة في تناقضاتها، كما هو الحال في نص حديقة بورخيس، الذي نسج معه الشاعر علاقة حميمية من خلال “جوانب جمالية على مستوى التنويعات والإيقاعات”.

من جانبه، كشف الشاعر عبد الجواد الخنيفي عن أن قصائد الديوان تستبطن الحسي والمعنوي، من خلال تجاربه في الحياة المستشرفة على الآفاق والأصوات، معتبرا أن “الطبيعة أسعفته لتطويع القلق والتأمل، والصور الشعرية بخاصياتها الفنية المختلفة”.

في سياق آخر، تطرق الشاعر إلى جوانب أثرت في مساره الشعري، من خلال استحضاره للذات وللتفاصيل اليومية والحوارية سواء بصيغة المفرد أو الجمع، التي أرادها أن تكون “جسرا للكتابة وبداية جديدة للحياة”.

وعرف هذا اللقاء، الذي نظمه المركز الثقافي بشفشاون بشراكة مع المجلس الإقليمي ومنتدى الحوار للفنون والثقافات بشفشاون، حضور شخصيات ثقافية وأدبية وفنية وفعاليات من المجتمع المدني وكل المهتمين.

واختتمت الندوة بتقديم قراءات شعرية لتقاسيم قصائد ديوان “أبستم للغابة” مع توقيع الشاعر عبد الجواد الخنيفي لديوانه.